إن العلاقات التي تربط بين الشعبين الشقيقين السعودي واليمني علاقات تتميز بالعراقة والأصالة والإخاء وحق الجوار، تلك العلاقات تنطلق من مبدأ(إنما المؤمنون إخوة) علاقات تستشعر المسؤولية الأخوية التي لا تعكر صفوها الاختلافات السياسية ولا الاتجاهات الاجتماعية، فالانتماء واحد والألم واحد والأمل واحد أيضاً وقد تجلت تلك العلاقات على مدى التاريخ التجاوري وبرهنت على المسير الأخوي بالأمس في مؤتمر أصدقاء اليمن للدول المانحة والتي أظهرت فيه الحكومة السعودية متمثلة في سمو خادم الحرمين الشريفين مدى اهتمامها باليمن واستشعارها لألام اليمنيين والمساعدة في تحقيق أمالهم وتطلعاتهم، ولان تلك المسؤولية كما ذكرت تنطلق من حق المسلم على المسلم فان تلك المساعدات لا يجب أن تقف عند ما تمخض عنه ذلك المؤتمر بل يجب أن يتطلع إلى ما هو اكبر من ذلك كون اليمن يمر بأزمة خانقة تستوجب من الأشقاء والأصدقاء صدق التعاون المجر د من أي مصالح شخصية ترجى من ذلك، فاليمن ليست فقيرة بانعدام الموارد التي تنهض بها ولكنها تفتقد إلى التعاون في تجاوز تلك الفترة التي جاءت نتيجة للسياسات التي كانت تمارس على الشعب اليمني من قبل ولاة أمره السابقين الذين انتهجوا معه سياسات الإفقار والتجهيل والتفريق حتى جعلوه لا يفكر في النهوض ببلده مثلما يفكر كيف يرضي أولئك الولاة, ولكنه بعد أن بلغ به الظلم حدا لا يقبل المزيد انتفض على أولئك الطغاة فأسقطهم وبحكمته التي ميزه الله بها قبل بالمبادرة الخليجية حبا في أشقائه واحتراماً لتدخلاتهم على رغم جراحه التي مازالت تنزف، وهو اليوم يتطلع إلى مستقبل أفضل بمساعدة أشقائه، ومع أن الإخوة تستوجب من الأشقاء في حكومة خادم الحرمين التسهيل على العمالات اليمنية في السعودية وتغيير المعاملات المجحفة التي يتكبدها اليمنيون من قانون الكفالة الذي جعل اليمني عبارة عن سجين عند الكفيل، فالمغترب اليمني من أكثر الجاليات العربية حباً وإخلاصاً للمملكة، وما نراه اليوم من تكدس للعمالة اليمنية في الشوارع اليمنية بجميع فئاتها واختلاف تخصصاتها يعكس مدى التقصير الذي لا توليه المملكة اهتماما وذلك بالإقدام على إغلاق السفارة السعودية في اليمن، مع أن هناك عقوداً مبرمة بين بعض مكاتب العمالة في اليمن وبعض الشركات السعودية لتوفير العمالة اليمنية باختلاف تخصصاتها، فقد تعطلت مصالح الكثير من تلك العمالات من الأكاديمية والتخصصية التي قدمت استقالاتها من مرافق العمل التي كانت تنتمي إليه كالشركات والمستشفيات على أمل الالتحاق بالعمل في المملكة,وكذلك فقد تضررت بعض المكاتب التي تقوم بتوفير العمالة وتكبدت خسائر فادحة جراء إغلاق السفارة, كما حال ذلك إلى تعطيل بعض العبادات كالعمرة والزيارة والعلاج وهذا ما زاد في معاناة الشعب فوق معاناته التي كانت مستمرة منذ عقود, فإذا كان ما قدمته السعودية لليمن في مؤتمر المانحين ينطلق من الواجب الديني فإن عليها أن تحل تلك الإشكاليات المتعلقة بالعمالة اليمنية حتى لا تتحول تلك المنحة إلى أذى، قال الله تعالى:(قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم).
سلام سالم أبوجاهل
السفارة السعودية على هامش المانحين 2202