قبل أيام .. كنى في موعد خاص لمتابعة فريق العروبة الباحث عن التأهل إلى الدور الثاني لبطولة كاس الاتحاد الأسيوي ، من سكة آربيل العراقي .. في ختام محطات دور المجموعات ..
غير أن الموعد الذي لم يحقق غايته .. كان يحمل لنا موعدا آخر من خصوصيات كرة القدم وجمالها وروعتها ومتعتها .. التي لا تتميز عن غيرها بفعل مقومات خاصة في إقدام لاعب
متميز ويمتلك شيئا مختلف ، في حوار كرة القدم ، اللعبة التي تستحوذ على العقول والمشاعر .
فقد كانت الدقيقة 14 من اللقاء .. ترسم لوحة من الجمال والروعة ، كانت اقدام لاعبنا القصير الخلوق الرائع / حسين غازي هي من تتحكم في ألوانها ويقدره فائقة ، قدرة لاعب من زمن
مختلف ، لاعب يكتب عناوين الإبداع الكروي بسلاسة وروعة وجمال .. نتحدث عنه حين يكون الحديث فقط عن المواهب الحقيقية في كرة القدم .. هكذا تجلى موعد الغازي في تلك اللحظة
حين أرسل الغازي كرة ساحرة غيبت وعي حارس العروبة وسكنت شباكه بأناقة وروعة لا نراها كثيرا حتى في ملاعب أوروبا ، ليبصم على هدف .. ربما إذا انصفه المحللون والمتابعون
هو الأجمل في مسابقات اسيا لهذا الموسم .. هكذا كان لنا موعد مع الإمتاع وموعد مع الفخر بان لدينا موهبة اسمها "حسين الغازي" الذي يدافع عن ألوان العروبة للموسم الثاني بعد
محطات متنوعة ابتدأت بناديه أهلي تهز .. ثم الصقر والتلال .
من يعرف الغازي ويتابع أداءه يقر بأنه حالة من بين الحالات القليلة التي تطربنا في ملاعبنا ، وانه من خصوصيات اللمسة الجميلة مع الساحرة .. وانه موهبة حقيقة وأغنية مجملة بروائع
الأداء الجميل والساحر .. هذا هو الغازي الذي تابعنها منذ أن بداء ناشئا في كتيبة الكابتن عبدالله فضيل الذي تأهل يومها إلى النهائيات الأسيوية ويومها كان النجم الصغير يقدم نفسه في
قالب خاص مستفيدا من مدربه الكبير , الذي عزز مالديه كلاعب واعد وفتح ممرات النجومية.. كمحور لعب وقائد يجيد تحريك مقومات زملائه على المستطيل .. وحينها أيضا كان من يتابع الغازي يدرك انه نحم قادم وواعد بالكثير .. ولولا حالات التقاعس واللامبالاة
التي تتملك اللاعب في يومياته مع كرة القدم ، لكان الغازي اليوم .. مصدرا للإمتاع وعنصرا لا ينازع في صفوف منتخبنا ونجما تهتف له القلوب والأفئدة .. ومع ذلك يظل الغازي من
نوادر كرة القدم اليمنية في السنوات الأخيرة .. بلمسته للكرة وصناعة الهجمة .. وحالة تستحق منى سطور وسطور .. لأنها تكتسي الروعة وتمثل حوار خاص مع كرة القدم .. ومن لا
يعرف الغازي فليتابعه في قادم المواعيد .
يبقى لي الحق في الأخير أن اهمس في إذن هذا الرائع .. اهتم بالجانب البدني أكثر .. لتنال العلامة الكاملة .. فأنت حديث الاقدام مع كرة القدم .. فمزيدا من التألق للغازي !!
خالد هيثم
حسين الغازي .. حين تتحدث الاقدام بكرة القدم 2582