عندما تأتي الريح عكس سفننا، علينا أن ننتظر حتى تنتهي هذه الموجة أو أن نموت قبل الأوان..! السادة الذين يعيشون في أبراجهم العالية لا يعلمون أن هناك أناساً طحنتهم الحياة إلى درجة أنها فتت أحلامهم وقضت على الأمل في دواخلهم.. ومع ذلك ما زال بعض هؤلاء يصارعون الأمواج العاتية والرياح القوية وحتى لا تنهزم فيهم روح الحياة ظلوا يجاهدون لإيصال أصواتهم لكل العالم.. لعل وعسى..
الشرفاء وحدهم يشعرون بمعاناة هؤلاء وأولى السمع والبصر البسطاء هم الذين يمنحون هذه الحياة طعمها ولونها وبدونهم لن يخلق الفاسدون حياة.. في هذه المساحة أردت أن أتناول موضوع (طلاب وطالبات النظام الموازي بجامعة صنعاء) الذين اضطروا ليكونوا في العالم الموازي لظروف قد لا يدركها الكثيرون فما من أحد إلا ويرغب في أن لا يكون "موازياً" لكن في ظل الظروف التي مرت بها بلادنا قبل عام الثورة وفي عام الثورة وحتى الآن، ظروف صعبة لمعظم الأسر لم تكن هناك ظروف مواتية للنجاح الباهر لأغلبية الطلبة من الجنسين ومن فكر في التعليم الموازي جزاه الله كل خير فكر في حل لإشكالية تخص أناس كثيرين، حاول بهذه الفكرة أن ترتاح كثير من الأسر من هم نتيجة الثانوية العامة، كما أنه فكر في إيراد للجامعة التي تحتاج أموال طائلة لتتطور وتتقدم لتضاهي الجامعات الأخرى.. لكن اتضح أن "الموازييون" أي طلبة الموازي لا يمتلكون قيمة الرسوم، ليس عيباً فهم من أسر تنتمي للطبقة المتوسطة التي بالكاد تعيش على الستر ولم تجرب الفساد والنهب والسرقة من المال العام – دعوني هنا أذكر نكته تداولها المصريون كثيراً هي أن حسني مبارك سأل (الناس تعيش على أيه) قالوا له (تعيش على الستر) قال: (خلاص خصصوا الستر!!) في رئاسة جامعة صنعاء هل هي ضرورة جباية رسوم الموازي من أناس لا يمتلكون حق "الكدم"؟ لماذا لا يعف هؤلاء الطلبة والطلبات من تخصص الرسوم؟ الشيء الآخر التفوق؟ لماذا لا يكون معياراً للأعضاء من الرسوم أو جزء منها؟ الشيء الأخير لماذا تخرجون الطلاب وتخرجونهم من القاعات أمام زملائهم لأنهم لم يدفعوا الرسوم؟ أليس هناك وسائل أو طرق أكثر احتراماً للطلاب من حكاية "أخرج أنت لم تدفع الرسوم أو ممنوع دخولك المحاضرات لأنك لم تدفع الرسوم!! عيب والله عيب.. إلى متى يظل سلوك الناس بهذه الطريقة السخيفة؟ الذوق العام لدينا مفقود ولا فرق بين جاهل ومتعلم في ذلك لا فرق بين ريفي وحضري أو جامعي وغير متعلم.
اقترح أن يحل رئاسة جامعة صنعاء هذه الإشكالية بشكل إنساني وأكثر احتراماً للجامعة والطلاب.. والموازيون لا يعني أنهم المستأجرون لدى الجامعة بل هم طلاب علم ومن حقهم على الدولة أن تساعدهم ليكملوا دراستهم ليسهموا في عملية بناء الوطن وعلى الحكومة أن تفكر في هذا الموازي الذي سيقدم لبلاده الكثير وبالتالي عليها أن تنظر إليه كمشروع لمواطن إيجابي عانى الصعاب حتى يحقق أهدافه..
أخيراً وهذا لا علاقة له بإشكالية الطلاب.. أجزم أن المستأجرين في اليمن يعيشون في عالم موازي وليس العالم الصحيح، فالأوضاع لا يحكمها القانون الكسيح حق (المستأجرين والمؤجرين) الذي أنجزه في يوم ما البرلمان الأعرج الحالي.. وبما أن كل أعضاءه هم أصحاب عقارات وعمارات ومصالح جاء القانون برؤيتهم التي لا تنصف المستأجرين، تواطأ معهم عقال الحارات وأقسام الشرطة ضد المواطن المستأجر فيا حكومة باسندوة الظلم طال كل المستأجرين وافتراءات المؤجرين لا بد أن يوضع لها حل وهذا موضوع يحتاج إلى مقال آخر..
محاسن الحواتي
العالم الموازي.. 1887