بضعة أيام وتنتهي فصول المسرحية التي أخرجها لنا وزير الشباب والرياضة معمر الإرياني مُعتمداً على لجنة (أفرادها) يجيدون (هز) الرأس عمودياً وذلك على خشبات مسارح الأندية. إنها المسرحية (العبثية) التي أتت لتؤكد صحة ما ذهبنا إليه في تناولات فائتة عن هذا الوزير الذي اتضح أنه ليس فقط (لا يعي) ما يقوله وحسب، بل وتجده (يُفاخر) بأنه حقق معجزات.
لنتذكر أن هذا المُخرج الحاجز مقعده في (عالم) المسرح الهزلي بسرعة (الصاروخ) كان في وقت فائت قال كلاماً برّاقاً عن هذه الانتخابات كـ"ضرورة لتلبية رغبات الارتقاء والبناء"، وأن حرصه "على إجراء الانتخابات لأهميتها الكبيرة التي سترقى بالرياضة اليمنية والأندية باعتبارها عملية مؤسسية متطورة وسيكون للجمعيات العمومية دوراً هاماً في التغيير واختيار القياديين المناسبين لتطوير الأداء". ولكن ليس كل ما يُقال صحيحاً فـ(الفعل) خير من يفضح (القول) ولو (لبس) أزهى الملابس؛ فمثلما أكد عزام خليفة صحة ما كتبته عنه كأفضل من يمتطي صهوة المبررات المخملية للتعاطي مع واقع (داس) على كل القيم، والمفاهيم الرياضية الشريفة، بل و(التصدي) بجرأة للمواقف الحقيقية على أساس أنها (غير واقعية)؛ ها هو الصاروخ معمر يؤكد الأمر ذاته بصفته مُقدماً خطاباً ديماغوجياً سعى لاجتذاب الناس إلى جانبه عن طريق الوعود الكاذبة والتملق وتشويه الحقائق، ووجدناه فعلاً (لا يلجأ) إلى البرهان أو المنطق البرهاني لأن من حق البرهان أن يبعث على التفكير وأن يوقظ الحذر، والنتيجة: (شرعنة) لحقبة جديدة من (الفساد) في جسد الحركة الشبابية والرياضية.
أنظروا.. (بحت) الأصوات و(جفت) الأقلام وهي تُنادي بعدم إقامة الانتخابات، بل حتى وهي تمضي بهذه (البلاهة) بكل ما فيها من تجاوزات وخروقات فاضحة في معظم الأندية، وأندية عدن في مقدمتها، وهي الأندية التي كانت مثالاً للعمل الإداري والمالي كـ(نموذج) يُحتذى به، يُصر القائمون على هذه الانتخابات على عدم التعامل بما يُصلح من مسارها؛ فالمُخرج قاعد على مقعده الوفير (غير عابئ) بما يحدث باستثناء انتظاره إسدال الستار على مسرحيته وسماع دوي التصفيق المُشيد بقدراته العبقرية(!)
من الصعب مع نماذج (متماهية) مع نفسها بهذا الشكل المستفز أن نجدها تستمع إلى صوت العقل؛ وبالتالي تبادر إلى فعل ايجابي يؤكد حقيقة استماعها إلى هذا الصوت العاقل/ الحقيقة، فسلوكها على الأرض يشير إلى أنها تنطلق من (يقين) ساكن في (جماجم) رؤوسها في أن من تتعامل معهم لا يستطيعون فعل شيء يثبت أن بامكانهم فعل ما يتوجب عليهم فعله تجاه ما يحدث.
حسناً.. هذا وحده ليس السيئ في الأمر كمشهد صادم على هذا النحو التراجيدي (إنسانياً) و(أخلاقياً)؛ فقد أثبت أغلب من ينتمي إلى هذه الأندية أنهم - فعلاً- مجرد خرفان لا تجيد غير ترديد: بعاااااااع، باستثناء عدد من منتسبي وحدة عدن (الشجعان) الذين اتجهوا إلى (القضاء) لاسترجاع حقهم المسلوب.
تكمن (خطورة) ما يحدث بفعل هذه الانتخابات الرياضية الهزلية العابثة بعقول الناس، أن (أثرها) سيمتد لسنوات قادمة؛ ولسوف يتعين على الجميع التعامل مع هذا الأمر وفق معطيات ما تقدم كنتائج مؤسفة للاصرار العبيط على إقامة انتخابات دون أن تتوفر لها (الشروط) الذاتية والموضوعية لتؤدي الغرض الحقيقي من إقامتها كـ"ضرورة لتلبية رغبات الارتقاء والبناء"..(!)
سامي الكاف
المُخرج ينتظر سماع دوي التصفيق المُشيد بقدراته العبقرية! 2315