«حاجة غريبة» ليس المقصود به هنا الأغنية الشهيرة التي غناها المطربين عبد الحليم حافظ وشادية في سبعينيات القرن الماضي.. «الحاجة الغريبة» المقصودة هنا هي اشتعال منافسات دوري الدرجة الأولى لكرة القدم بصورة لم نعهدها من قبل مؤخراً في الوقت الذي يشتكى فيه الكثيرون من برودة التنافس في مسابقاتنا الكروية رغم التنافس العالي الذي تشهده المسابقة هذه الأيام.
صحيح، لا توجد لدينا ملاعب ومنشآت في مستوى الطموح.. والكثير من الأندية تعاني الأمرين.. فهناك أندية لا تمتلك حتى نفقات السفر والتنقلات فما بالكم بالرواتب والمكافآت والحوافز.. إلخ.. ولكن رغم ذلك.. المنافسة تشتعل.. حاجة غريبة.. صح؟
أيضا.. وزارة الشباب والرياضة مدينة لاتحاد كرة القدم بأكثر من سبعمائة مليون ريال، ولولا الجهود الشخصية لرئيس اتحاد كرة القدم في توفير وتقديم هذا المبلغ، الشيخ أحمد صالح العيسي، لما كان هناك لا دوري ولا منتخبات!
رغم كل هذه الظروف الصعبة، لأول مرة في الدوري اليمني، ستة فرق يمنية تشتبك في صدارة ترتيب منافسات الدرجة الأولى لكرة القدم برصيد (26) نقطة لكل فريق، وهو ما يجعل الصراع على لقب الدوري شديد الضراوة خاصة وأن الفارق النقاطي بين الأندية ليس بالكبير.
دائما، تتخلل نقاشاتنا الكروية مع الرياضيين والشباب شكاويهم من دورينا، ومن ضعف المنافسة فيه.. يقول أحدهم "إذا أردت معرفة قوة المنافسة في الدوري اليمني انظر إلى المدرجات.. وستعرف أن دورينا ضعيف".
قد يكون تحليله صحيحاً وقد يكون خاطئاً.. قد تكون المنافسات قوية وقد يكون المستوى الفني مرتفعاً.. ولكن انشغال المواطن بأمور أخرى في حياته اليومية قد يكون سبباً أساسياً في غياب الجمهور.. خاصة وأننا نعرف الظروف التي تمر بها بلادنا في الفترة الأخيرة.
أيضاً.. غياب الاهتمام الإعلامي والقنوات الرياضية المتخصصة في نقل مباريات الدوري.. والصحف الرياضية اليومية.. انعدام التسويق والترويج للمباريات.. كل هذه قد تكون أسباب أخرى لضعف شغف الجمهور بمسابقة الدوري.
سيقول قائل: "تعال شوف ملاعب زمان كيف كانت تمتلئ عن آخرها وتكتظ المدرجات بالجماهير.. وأنت (واجي) تقول لي صحف وقنوات وتسويق".. سأقول له: زمان لم تكن هناك قنوات تنقل الدوري الإسباني والإنجليزي ودوري أبطال أوروبا وغيرها من البطولات على طريقة اليوم.. هذه البطولات العالمية جعلت جمهور اليوم يجد ضالته فيها و(يتشبع) بمنافسات عالية المستوى فنياً وإعلامياً وجماهيريا.. ولنا في انشغال الناس ببرشلونة وريال مدريد خير مثال! ومن الصعب بعدها أن ينشغل الجمهور بالتلال وأهلي صنعاء.. ولا لا؟!
مع كل ذلك.. أعتقد أن هذا الموسم سيكون من أشد المواسم الكروية تنافساً في السنوات الأخيرة.. فالتقارب في النقاط ضئيل.. وتكفي نظرة خاطفة على جدول الترتيب لتجد بكل سهولة أن الفارق بين المركز الأول والمركز الحادي عشر (المؤدي للهبوط) هو ثمانية نقاط فقط!

جــاهــل! *******
يقول الإمام الشافعي: "لو أني جادلت ألف عالم لغلبتهم.. ولو أني جادلت جاهلا واحدا لغلبني"!!

ملعبا الأشول والخميسي ******
بادرة طيبة تلك التي أعلن عنها الشيخ أحمد صالح العيسي، بتسمية الملعبين التابعين لمشروع الهدف باسمي فقيدي كرة القدم اليمنية، علي الأشول وعبد الواحد الخميسي رحمهما الله، خطوة تحسب في خانة الخطوات الإيجابية لرئيس اتحاد الكرة بإبقاء اسمي الفقيدين الذين قدما الكثير للكرة اليمنية متردداً في الوسط الكروي.

بالتوفيق للعولقي *******
الزميل العزيز والمبدع محمد العولقي رئيساً لتحرير صحيفة الرياضة.. خبر أثلج صدري وصدر الكثيرين في الوسط الرياضي اليمني.. نتمنى أن يتم تسخير الصحيفة وإمكانياتها لخدمة الوطن ورياضييه وشبابه.. لا لأشخاص محددين.. ومصالح ضيقة.. نتمنى للعولقي ورفاقه في هيئة التحرير التوفيق والنجاح.. ونتمنى أن تهون أية (مشاكل) أو (عراقيل) تعترض طريقه!.