كان صرحا يُشار إليه بالبنان التقديري إعجاباً يسحر الألباب.. نادي (وحدة عدن)، بقاعدته الجماهيرية الكبيرة، وبطولاته المختلفة، كان أحد قطبي لعبة كرة قدم العاصمة عدن في ما كان يُعرف بالشطر (الجنوبي) من الوطن. والمؤمل كان ازدياد البطولات بعد العام 1990م، غير أنه لم يحصد أي بطولة بعد ذلك!.
حسنا.. ليس هذا الجانب (المُظلم) في هذه القصة، فقد سقط فريق كرة القدم إلى الدرجة الأدنى، غير أنه عاد سريعاً إلى موقعه الطبيعي، لكن بعد ذلك اتضح أن موقعه الطبيعي كان في الدرجة الأدنى، إذ سرعان ما عاد إليها (ماكثا) فيها نحو سبع سنوات ثم عاد مجدداً إلى الدرجة الأولى، ومعه عادت إليه الأضواء على الرغم من أن هذا النادي ككيان كان يضم (عدة ألعاب) لا يتخرج منها إلاّ (الأبطال)، لكنهم (تفرقوا) وما تبقى منهم يعاني من عدم تسليط الأضواء عليهم عدا أن الاهتمام المادي بهم (مفقود) أيها الغبي.
ركزوا من فضلكم.. كان متفائلون يعتقدون أن (ضربتين) في الرأس توجع بما يكفي لاستيعاب معنى السقوط، لكنه كان مجرد تفاؤل في غير محله، إذ استمر الحال غير المستقر لإدارات متعاقبة على النادي في ظل (صمت) غريب ساد أغلب منتسبي هذا الكيان فحدث السقوط الثالث، لكن العجيب في الأمر هو العودة مجدداً إلى دوري الأضواء في ظل عدم استقرار العمل الإداري والمالي والفني.
لا أحد يفهم بالضبط ماذا حدث، لكن ثمة أشياء تحدث على مرأى ومسمع كثيرين يُمكن القياس عليها للحكم بحيث يكتشف المتابع أن هذا الكيان الذي كان صرحاً يُشار إليه بالبنان التقديري أصبح منذ فترة مجرد (دكان) على ناصية شارع طافح بالحفر التي تشير بشكل (مستفز) إلى هذا الكيان الذي ساد ثم باد.
قبل بضعة أسابيع كان رئيس اللجنة المؤقتة لهذا النادي عيدروس العيسي يتصرف في لقائه مع أعضاء الفريق الكروي بما يؤكد أن هذا النادي فعلا مجرد دكان يتحكم صاحبه بمحتوياته كيفما يشاء، فضلاً عن تيقن كثيرين في أن (معرفته) بالنادي لا تتجاوز حدود فريق كرة القدم وعلى هذا الأساس (يتصرف) بالطبع وفق منطق دكاكيني فلا وجود لأعضاء إدارة حقيقيين، ولا هم يحزنون؛ مجرد (شقاه) بعدد أصابع اليد يتسلمون منه ما يكفي من الريالات لتسيير شئون الدكان ليس أكثر.
صباح السبت الفائت تذكّر خالد يسلم - أخيراً- أنه أحد القيادات السابقة للنادي، وأكد لـ"أخبار اليوم" على ضرورة (إعادة ترتيب البيت) الذي استوطن فيه العبث، مُطالباً "اللجنة المشرفة على انتخابات الأندية (إلزام) اللجنة المؤقتة لنادي وحدة عدن بتجهيز التقارير التفصيلية المتضمنة الجوانب المالية والإدارية والفنية ومناقشتها بتمعن ودقة مع الجمعية العمومية قبل الدخول والخوض في الانتخابات"، بيد أن (المشكلة) تكمن في أن الجميع يدركون أن اللجنة المشرفة على الانتخابات ليس بمقدورها إلزام (نملة) على تغيير سير وجهتها، فهي (صورة) ديكورية مُصغّرة عن وزارة ليس همها سوى إلقاء خطابات ديماغوجية على حساب احترام عقول الناس بدليل أن الوزارة ما زالت إلى الآن (غير قادرة) على فتح ملفات الفساد فيها فكيف بإجراء (المحاسبة) مع أن الثورة لم تقم إلا من أجل هذا الهدف(!)
سامي الكاف
ساحر الألباب (دكان) على ناصية شارع طافح بالحفر! 2185