ثمة بون شاسع بين الأمنيات والحقائق، غير أن كثيرين في لعبة كرة القدم (يخلطون) في ذلك لدرجة غريبة بحيث يصبح هذا البون الشاسع مجرد خيط مُلتبس.
لنتذكر أن هناك من راح يُسوّق - بعبط شديد- إلى إمكانية تحقيق نتائج إيجابية من خلال مشاركة فريقي التلال والعروبة آسيويا مع أن الأمر بطبيعة الحال سيتوجب أن يظهر مقرونا بأمنيات لكنها بالضرورة يتعين لها أن تتماشى مع واقع الحال.
أنظروا ثمة من يعتبر أن هزيمة فريق التلال من أحد الفرق العراقية بخمسة أهداف - الأسبوع الفائت- أمر غير منطقي، وينبغي الوقوف ضده بحزم، مع أن (وضع) الإدارة (غير الشرعي) المُستمر لسنوات! لم يتطلّب مثل هذه (الفورة) العجيبة!.
مع انطلاق الدوري بتاريخ 28/12/2011م، سألني صديقي التلالي عبدالكريم الشرجبي - بقلق حقيقي بالغ- عن توقعي لمشاركة فريق التلال آسيويا في ظل ما يعانيه الفريق والنادي بشكل عام، فقلتُ له: "أتوقع هزائم مريرة يا صاحبي وعليك أن تفعل ذلك". قال: "يعني اثنين ثلاثة مثلا!"، قلتُ له: "وقد تصل إلى الخمسة!".
لم يكن توقعي قراءة ساذجة في فنجان تلالي أو استعانة ببرنامج جورج قرداحي "من سيربح من المليون؟"، بقدر ما كان تماشيا مع واقع حال مزرٍ، بل وتعيس حد الوقاحة، و(ماثل) على الأرض بوضوح. إنه الواقع (غير السوي) الذي لطالما كان أمام أعين الجميع لكنه (استمر) كما هو دون تغيير مع انه يحتاج إلى (ثورة).
في دحرجة فائتة قبيل انطلاق الدوري بثلاثة أيام كتبتُ مُوضحا بالنص: "كل الفرق لم تستطع الاستعداد للبطولة لسبب بسيط هو أن الاتحاد واصل استهباله لعقول الناس، فبعد أن نام كعادته، صحا مُعلنا قبل أيام عن بدء الموسم وكأني به يوجّه دعوة للفرق لتذهب للتسوق في (عدن مول)، وليس لخوض بطولة موسم لها متطلبات وشروط!". ولذلك "شهدنا كل المباريات المُقامة حتى الآن تأتي (بدون مستوى) ومثالا للضعف البدني فضلا عن ضعف اللياقة البدنية، ولقد ساعد في حدوث ذلك عدم تمكن إدارات الأندية من التعاقد مبكرا مع لاعبين محترفين جيدين، بخلاف الإخفاق في التعاقد مع مدربين مقتدرين يحترمون أنفسهم قبل قدراتهم باستثناء الذين سعوا وراء المال!".
إنّ النتائج المُحققة حتى الآن تتوافق مع حقيقة أن كل الفرق لم تستعد، كل ما هنالك أن بعضها عمل - وقتها- على ترميم صفوفه بما أمكن، دون أن يتمكن ولو فريق واحد من الدخول في مرحلة (إعداد بدني) تساعده للدخول في الشق الثاني من الاستعداد المفترض وهو مرحلة (البناء التكتيكي) وصولا إلى مرحلة إجراء المباريات الودية للوصول إلى التشكيلة الأولية للخوض بها غمار منافسات الدوري.
أنظروا مثلا كيف أن فريق العروبة يتعادل في مباراته الآسيوية الأولى ليعود إلى الدوري المحلي مُتلقياً هزيمتين بشكل غريب، ثم يذهب آسيوياً مُحققاً التعادل مع أربيل العراقي!، في حين يتكفل فريق شعب حضرموت القابع في المؤخرة بهزيمة فريق الشعلة في عقر داره وهو الذي ينافس على الصدارة في وقت تصرعك نتائج فرق أخرى كوحدة عدن مثلاً الذي يتغلب على فرق المقدمة - كأهلي صنعاء وبالخمسة!- في حين يتلقى الهزائم من فرق المؤخرة!
سامي الكاف
الواقع التعيس أمام أعين الجميع لكنه (مستمر)! 2095