تعودت أن أكتب بقلم حاد وأنا أتناول قضايا النساء في بلدي، لأني أحبهن، ولأني حريصة على تقدمهن، ولا أرتضي منهن النواقص في مسيرة حياتهن ـ حياة الجميع ـ لذلك أقسو ولعل "لهمن العذر وأنا ألومهن".
لكن ما أود التطرق إليه هو المناسبات التي تجمع نساء الوطن وهي قليلة وأهميتها "8مارس" والأعياد الوطنية وعيد الأم وإن كانت الجهات المعنية لا تهتم كثيراً بهذا العيد الرائع.
8 مارس هو أكثر ما يحتفل به على مستوى رسمي وأعني اللجنة الوطنية للمرأة واتحاد نساء اليمن، فالأولى لجنة حكومية والثاني اتحاد شبه حكومي.. قلما يحتفلان معاً بالثامن من مارس ولا ندري ما السبب؟؟ هذا إلى جانب أن هناك منظمات مجتمع مدني تهتم بقضايا المرأة يمكن أن تنسق أو ينسق معها في قضايا المرأة والأسرة، وكذا في كيفية الاحتفال باليوم العالمي للمرأة.. لكن هذا لا يحدث، ففي هذا اليوم أحتفل الاتحاد النسائي باليوم العالمي للمرأة في "قاعة كلية الشرطة" في احتفال حاشد وجاءت اللجنة الوطنية لتحتفل في 19/ 3 بشكل آخر "مؤتمر جامع عدن وحدة المسار والبناء".. بالتعاون مع وزارة حقوق الإنسان.. هي حالة صحية أن تحدث المرأة هذا الحراك الجميل، لكن أما كان يجب التنسيق مع اتحاد نساء اليمن ومع منظمات المجتمع المدني للاحتفال أولاً بيوم المرأة العالمي وثانياً لعقد المؤتمرات النوعية كالذي عقد في فندق موفمبيك؟.
وأذكر أنه كانت هناك مؤتمرات وطنية للمرأة تعقد أيام الأستاذة، أمة العليم السوسوة وهي على رأس وزارة حقوق الإنسان "المؤتمر الوطني الأول للمرأة اليمنية، ثم المؤتمر الوطني الثاني للمرأة" وكانت تدعا إليها كل النساء وبمشاركات عربية وأجنبية، ولها وقعها وأثرها على نساء الوطن، لكن هذه المؤتمرات يبدو أنها لن تستمر ومؤتمر اللجنة الوطنية للأسف استثنى الكثيرات من القيادات النسوية رغم أهميتها.. أما كان ينبغي عقده في قاعدة بفندق أقل تكلفة وبالمقابل توسيع قاعدة المشاركة من الداخل والخارج وجعله مؤتمراً لرسم سياسات نوعية تقدم كخلاصة للحكومة..؟ ماذا تريد المرأة في هذه المرحلة الانتقالية؟.
في العام الأسبق كنت طرحت على المشاركات في احتفالية "8 مارس" أن في العام التالي يتم الترتيب للاحتفال في حضرموت مثلاً أو في عدن أو أي من المحافظات وتمثيل أمانة العاصمة بعدد من المشاركات.. وجد المقترح القبول ولكن لم يجد التنفيذ وهكذا نتحمس مؤقتاً وننسى للأبد ما تحمسنا من أجله!!.. ما أود طرحه أيضاً كمقترح للنساء الفضليات في الوطن العزير أن توضع خطة للعام القادم بالتعاون مع الحكومة رئاسة الأستاذ باسندوة لتحديد مشروعات بعينها لصالح المرأة، كأن يبنى مركز صحي للرعاية الصحية الأولية في منطقة جبلية وعرة أو قرية صحراوية أو مشروع مياه في منطقة محرومة وتعاني فيها النساء من جلب المياه.. أو تأسيس مشروع إنتاج للنساء الفقيرات أو.. إلخ.. ركزوا معي بناء وتأسيس وتشييد وليس وضع حجر أساس.. بمعنى عندما يأتي يوم "8 مارس" يدشن العمل بالمشروع ويبدأ ليستمر وهكذا كل عام تحتفل النساء بمشاريع حقيقية للمرأة المحرومة والمحتاجة والفقيرة.
× أنا لست مع حكاية الاحتفال الروتيني السنوي والخطاب السياسي الأكثر روتينية الذي لا جديد فيه سوى أننا سندعم المرأة وندفع بها للمشاركة السياسية والاجتماعية و....إلخ.. أنا مع تكريم النساء الرائدات في مختلف المجالات من الغناء إلى التمثيل إلى أولى المعلمات وأولى الصحفيات وأولى المحاميات وأول من باعت اللحوح وأول من فتحت مطعماً أو كوافير أو شركة وأول من دخلت الإذاعة وعملت وأول من دخلت كتاجرة لأي سوق "الأسواق كثيرة وأنتو شوفوا".. المهم أن تكرم النساء في كل الوطن بعطاءاتهن الخيرة وتذكر محاسنهن وسيرتهم العطرة.. وأذكر أن د. رؤوفة يرحمها كانت قد بدأت توثيقاً جيداً للرائدت يمكن الاستفادة منه في تكريم الأحياء والأموات، إرساء لقيم الوفاء في زمن قل فيه الأوفياء..
× إذا اتحدت كل الأوعية الخاصة بالمرأة سيختلف الوضع تماماً، إذا ما عملت الكوادر النسوية مع بعضهن سيكون القادم أفضل..
إن قوة النساء هي قوة هذا الوطن ولا ينبغي أن نتأثر بالانتماءات السياسية في العمل الإنساني والاجتماعي ونجاح امرأة واحدة كأنه نجاح لكل النساء.
تحية لوزيرة حقوق الإنسان وهي الوفية لبنات جنسها حتى وهي خارج اللجنة الوطنية للمرأة وكل عام ونساء الوطن بخير.
محاسن الحواتي
إتحدن يا نساء اليمن.. 2689