في كل اتجاهات الرياضة ومواقعها يبقى النجاح مرهون بالإدارة الناجحة التي تستطيع خلق الجديد، وتهيئة الظروف المناسبة التي تربط الجميع صوب الأهداف المرسومة للأطراف ذات العلاقة والتي تكون هي مربط الفرس والحلقة الأبرز.. ولعل المتابع للشأن الرياضي في الأندية اليمنية التي تعيش في دوامة الظروف سيقر بأن خراب تلك الأندية وسوء أحوالها كان سببه المباشر القيادات التي توالت على هذا النادي وذاك، واكتفت بالعمل الشكلي الذي يعتمد على حيثيات تأدية المهمة وفقا لما هو حاصل فقط.. مما جعل نتاجها تحصيل حاصل ليس إلا.
وفي إدارات أنديتنا اليمنية كثير من الشخصيات التي تستحق الاحترام وفقا لأدائها وتفاعلها مع أمور أنديتها وألعابها وشبابها.. وهنا سأختار شخصية رياض الحروي نائب رئيس نادي الصقر النموذجية في منظومة نموذجية الصقر الحالمي الذي يشكل حالة خاصة وفقا لما لديه وما يقدمه في سنوات حضوره وارتباطه بموقعه.. هذا الرجل عرفته في كثير من المواقف التي كان الصقر طرفا فيها.. وحينها رأيت فيه ما لم أشهده في غيره من حيث حرصه واهتمامه وغيرته على النادي، كما كان قبل سنوات في مشكلة الاتحاد والأندية العشرة كطرف، والأندية الأربعة كطرف آخر، وحينها كان الصقر طرفا بارز فيها في تلك المعمعة كان الحروي يطلق لنفسه العنان بقوة شخصيته كمدافع عن حقوق الصقر من زاوية الحق التي ارتكز عليها القرار وفقا لتفاصل دون خضوع لأية جهة، معتبرا الموضوع أكبر من صراع رياضي، وإنما صراع للهوية والانتماء للكيان الذي يمثله.. تلك الواقعة ما هي إلا أنموذج لأعمال هذا الرجل في موقعه المسئول في نادٍ يتحاكى الجميع عن إنجازاته الكبيرة التي صنع من خلالها مجدا كبيرا وتاريخا رياضيا في سنوات قليلة تفوق بها على أندية كبرى.
شخصية الحروي المرنة والتي جاءت في موعدها بالنسبة للنادي التعزي، تعبر عن اختلافها بما يقدمه لناديه منذ أن جاء في إدارة الداعم الكبير صاحب العطاء الدائم شوقي أحمد هائل الذي كان بنظرته الثاقبة يختار الحروي ليكون حلقة الربط بين تطلعاته وواقع الصقر النادي والشباب والألعاب والبينة التحتية التي كانت في كل سنة تنتقل بنفسها إلى الأفضل من خلال عمل دؤوب للإدارة الصقراوية، وهذا الرجل المهم الذي يقدم ما لا يقدمه أحد.. ويكفي أن أقول إن الحروي هو الوحيد من بين قيادات أندية الوطن الذي لا يغيب عن أي حدث رياضي بالنسبة للنادي، وخصوصا لفريق كرة القدم الذي يعد بالنسبة له اللاعب رقم (12) في كل المحافظات.
أفضال هذا الرجل تحتاج مني لمساحة كبيرة لأنها كثيرة وليس لها حدود لكني سأكتفي بالقول: "إن الحروي الذي يأخذ عليه البعض شدته والتعامل بقسوة في بعض الأحيان هو في الأخير بشر، ويبقى له عيوبه التي ما هي إلا جزء بسيط في منظومة أداء رائعة صنع من خلالها لناديه الصقر الكثير من المنجزات التي تتحدث عنها الشواهد في بئر باشا، حيث هو مقر النادي.. فيكفي أن الصقر بطلا لدوري الأولى لمرتين، ويكفي أن الصقر بطلا في الطائرة وفي التنس وفي اليد ومنافس في ألعاب أخرى، ويكفي أن الصقر وحده من شارك في أربع مناسبات خارج الحدود، وكل تلك تغيب حتى عن أعرق أندية الوطن.. كل تلك إنجازات كانت أفضال الرجل حاضرة فيها.. ويبقى الحروي الرجل المهم الذي يثير الجدل بحبه للصقر وغيرته.. تلك قناعاتي وتلك المعطيات".
خالد هيثم
أفضليات هذا الرجل!! 2111