هناك خيالات وحدنا نحن من نصدقها، ننسجها بعقولنا دون أن نشعر...نحلم بتفاصيلها...نتوقعها دوماً جيدة ـ هذا فقط ما نريد تصديقه ـ أنت فقط من تقنع نفسك بهذا.
تصير مواقفاً أمامك وبراهين، فالحياة ليست دوماً خائنة كما ننعتها نحن بأقبح الصفات وهذه أيضاً شكوى منا وتدل على تقصيرنا وعدم تصديقنا لهول المفاجأة، هذا هو حالنا حينما نُجرح ونُطعن ويُغدر بنا هذا هو حالنا حينما نجمل الأوهام ونزيف الحقائق لمجرد إننا نود عيش تلك الحالة.
وتظل تعيش تلك الحالة بأوهامها وزيفها وكذبها وأيضاً هناك حلوها ولكن أتراه كثيرا؟ أيستحق كل ما عانيته وواجهته؟.
اغلبنا إذا أعطتنا الحياة فرصة مرة أخرى قد يرفض الانصياع لتلك الحالة التي تجردك من أشياء كثيرة...تغير مفاهيمك ومبادئك فقط أن تعيش ذليلاً تلك الحالة، تصمت الحياة أحياناً وتظل تشاهدك من بعيد ونحن ما نزال نعيش الحالة هذا ومرة واحدة تجد من يصفعك بالقلم، تجد ذلك القلم فتنزوي وتكتئب تبكى وتنوح حالك وحظك ترى الحقيقة شيئاً بسيطاً تبكى على من يا ترى؟؟
أظن أنها الحالة، فلو وضعت لنفسك قدراً من الأنانية لمجرد انك تحب ذاتك ما كنت وصلت لتلك الحالة. ترى الآن القليل من الرسائل فأنت ستنعت الحياة بأقبح الصفات. مر الآن يا صغيري على أطلالك المهدودة التي كانت على كاهلك أو ما تزال، مر على كوخك الذي هدم بك أو به أو بالحياة.
مر الآن يا سيدي على كتابك الذي لم تصن عهده قلب صفحاته في روُية منك هذه المرة، فأنت فقط من ستطلع على أخطائك...على عيوبك...على آلامك...على آهاتك فأنت من عشتها ولكن ستكون وحدك هذه المرة. أراك لا تبالى فأنت وحدك من قبل أن تأتى الحياة. تابع في سكينة اطمئن فأنت لم تعد في تلك الحالة انهض لتنقذ نفسك هيا، فالحياة تعطيك فرصة من جديد، هل ستطلع على كتابك لتولد من جديد؟ فالحياة ستولدك مرة أخرى ولكن بشروطها هي تلك المرة
لن يملي عليك احد وأنت تقرأ كتابك أن تغير عيوبك لأنها لا تلائمه.
ستذرف دموعاً وأنت تراه فقد أهنت من نفسك ومن قدرك وكل ذلك لأنك لم تقتنع بان هناك مساحات تُعطى وان هناك بدلاء للبشر، فالدنيا تغيرت قل الآآآآه تلك المرة ولا تكتمها بداخلك فمن حقك أن تتألم هذا حقك عليك....لن تجعلك الحياة تفرط في ذلك الحق فأنت على وشك ولادة جديدة لابد أن تنهى كل ما فات وولى، تألم فالألم بداية الرجوع إليك، ابكي فطهر ما اقترفت من أخطاء وسوء فهم وعناد، انعزل فتعلم بعدها من تنتقي، ها هي القصة تنتهي من أمامك ترى جميع الأدوار وترى كم الخداع والألم والضحكة المؤقتة التي كنت تتعمدها لتقنع نفسك بالحالة، انهض فالعالم أمامك ولدت يا صغيري من جديد، فالحياة ليست دوماً قاسية، لا تغفل عيناك عن إشارة الحياة.
القصة انتهت بآلامها وجراحها وغربتك وأنت معهم فأنت مولود جديد، فقط اختزن آلامك ولكن لا تتذكرها تعلم أن الحياة لا تقف إلا في وجه من تحداها وهو على خطأ. لا تقنع نفسك بأنك ضحية وأنت تقتل نفسك بيديك فأنت لست ملكاً لزاتك....أنت ملك للحياة فعش الحياة وأنت مولود جديد.
ملاك عبدالله
بين الحقيقة والخيال 2237