× انتهى التصويت، انتهت العملية الديمقراطية غير التنافسية بسلام.. يومان إجازة ويوم ثالث "مزنوق" بين إجازتين، لا أحد يهمه العمل أو الإنتاج أو إحياء المصالح الحكومية المتعطلة منذ زمن، فقط هي صور الرئيس السابق يتم إزالتها من جدران مكاتب أمانة العاصمة التي زرتها يوم الأربعاء 22 فبراير، أي بعد الانتخابات مباشرة ولا يوجد فيها مسؤول واحد.. علق أحد الموظفين "لو يدوا لي البرواز حق الصورة أبيعه.. قيمته أكثر من عشرة آلاف".. الكل أدلى بصوته وصار الناس بلا أصوات كالعادة، إذن تحركوا إلى أعمالكم.. ناضلوا من أجل تغيير الوضع، من أجل تحقيق ما تبقى من أهداف الثورة.. لماذا تتوقف الحياة إلى أن تظهر نتيجة عبدربه منصور هادي، رغم أنكم تعرفون النتيجة جيداً؟، فوق الخمسين بالمائة ناجح ومن الأوائل فلماذا التوجس؟، والرجل هو التوافقي والمتفق عليه حتى السفير الأميركي نفسه جاء مبتسماً لمراكز التصويت وكأنه يمني من أحزاب اللقاء المشترك!!.
عبدربه منصور هادي رئيساً لعامين، لوطن منهك وشعب فقير جرحه أكبر من برنامج الحكومة.. كيف سينقل اليمن إلى نظام مدني ويبعد عنا الجيش والعسكر الذين يتقلدون مناصب مدنية؟ كيف سيخفف الفقر وهو يدري بعملية الإفقار التي تتم بإستراتيجية "جوعهم يتبعوك"؟ كيف سيقضى على تنظيم القاعدة في اليمن؟ هل هذه مناورة لكسب مزيد من ثقة الولايات المتحدة الدولة العظمى؟ أم أنه يود قول كلام آخر مضمونه "إنني أعلم ما لا تعلمون.. القاعدة في اليمن صنعها الرئيس السابق "صاحب الثعابين" وأنا أعرف كيف ومتى يستخدمها ولماذا؟ كما أعرف أهم النتائج التي حققها الرجل وهو المحنك في المراوغة وخلط الأوراق والكلام والناس كله مع بعضه لدرجة أن الشعب اليمني أصبح في حالة هذيان سياسي اليوم بكلام وغداً بآخر.. نفس الشخص يقول كلاماً ثم ينفيه في نفس اللحظة، يتردد، يراوغ، يحاول، يُحبط، يتحامق، يخاف وأخيراً ينام بانتظار يوم جديد.
× المواطن اليمني هل هو بانتظار عبدربه أم بانتظار مرحلة جديدة تختلف عن سابقتها؟ هم بانتظار الجديد في الحياة اليمنية من خلال عبدربه الرئيس الجديد، يحدوهم أمل كبير.. لكن الرجل مسالم جداً ونخاف عليه من مراكز القوى الفاسدة التي مازالت تهيمن على البلد.. نخاف على الوطن من الفتن الدينية والمذهبية، من تنظيم القاعدة الذي يصنعه رئيس ويقضي عليه رئيس آخر.. ورغم ذلك يا رئيسنا الجديد أنت في مستوى المسؤولية المناطة على عاتقكم.
× أخيراً نرجو أن تكون للسيادة الوطنية في اهتمامات الرئيس حيزاً أكبر ويمنع الطلعات العسكرية للطائرات الأميركية بدون طيار والتي تضرب المواطنين في عقر دارهم دون احترام للسيادة الوطنية وللتراب اليمني، وبلا أدنى مسؤولية كأننا بلا دولة وكأن الشعب اليمني قطيع بقر يُقتل بدم بارد بطائرات أميركية لا علم للرئيس السابق ـ حسب كلامه ـ متى وكيف تضرب ومن المستهدفين!!.
نرجو أن يحترم هذا الشعب ويصان التراب اليمني، بالإمكان محاربة تنظيم القاعدة ولكن بأيادٍ يمنية وقوات يمنية مخلصة إذا ما أراد النظام القضاء على هذا التنظيم.. لكن إذا استمرت عملية بقاؤه لوقت الصدق أي لعب على أميركا وأخواتها وتهديد التيارات الإسلامية وكبح جماحها، فعلى اليمن الرحمة والسلام..
محاسن الحواتي
ماذا بعد.....؟ 2045