إن الانتخابات القادمة التي ستجرى إن شاء الله في 21 فبراير2012تعني لليمنيين الكثير سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي بل وعلى كل الأصعدة، فهي أولاً وقبل كل صعيد من الأصعدة المذكورة فإنها اعتراف حقيقي وملموس بنجاح الثورة الشبابية الشعبية التي انطلقت في نفس الشهر من العام الماضي والتي حاول الكثير من أعداء التغيير والحرية في الداخل والخارج وأدها لولا حفظ الله لها ثم جهود أبناءها الأحرار وتفانيهم في الدفاع عنها والثبات على مبدأ العدل والمساواة، فالانتخابات القادمة تعتبر فخراً لكل يمني شريف حر مناضل يحب وطنه ويحافظ على سيادته وأمنه واستقراره، كما أنها جزء لا يتجزأ من الثمن الغالي الذي دفعه الشهداء من أبناء اليمن في سبيل إحقاق الحق وإزهاق الباطل الذي جثم على صدر السعيدة ما يقارب الثلاثة عقود من الزمن، وكذلك فإن الانتخابات القادمة تعني الانتصار للقضية الجنوبية وحلها حلاً مرضياً ومشرفاً تلك القضية التي ماطل فيها النظام السابق وحولها إلى تهم واهية لينال بها المبررات التي تجعله مستثمراً لها في كل ما يخصه وينفعه، ولكنها اليوم وجدت من يصغي لها ويحمل همها، وكذلك فان الانتخابات القادمة بإذن الله ستعمق الحب الجنوبي الذي صدعه النظام السابق وستحقق أن شاء الله مبدأ التصالح والتسامح الذي بدأه أبناء الجنوب مع بداية حراكهم المبارك والذي كان البذرة الأولى في ثورة الشباب بل وفي ثورة الربيع العربي الشاملة وتجسد الوحدة اليمنية التي انقلب عليها النظام البائد في حرب 94 وتعيد لليمن لحمته وأخوته وتعتبر تلك الانتخابات أن اليمن قد وضع قدمه على أول عتبات النجاح وبناء المستقبل المشرق وإصلاح كل ما أفسده الحكم السابق أن الانتخابات القادمة المبكرة تعني أن المشير الركن عبدربه منصور هادي أمام امتحان صعب ولكنه أهل لذلك وهذا الامتحان لا يقبل التراجع إلى الوراء بل يتطلب منه تحقيق أهداف الثورة الشبابية ومتطلبات الشباب الذين قاسوا صعوبة الحياة في ساحات التغيير والحرية، إن الانتخابات القادمة بإذن الله تعني الشفافية والبت في حل القضايا ومحاربة الفساد ومحاسبة المفسدين كما أنها تعتبر إنقاذاً للوطن من الفشل السياسي والانهيار الاقتصادي والتمزق الاجتماعي، فعلى جميع أبناء اليمن التوجه يوم 21 فبراير إلى صناديق الاقتراع للنهوض باليمن أرضاً وإنساناً، أما الذين يدعون إلى مقاطعة الانتخابات فهذا حقهم ولكنهم لا يعلمون بأنهم ينفذون مخططات خارجية وداخلية تسعى إلى تمزيق اليمن والتحريش بين أبنائه والزج بالمجتمع اليمني إلى هاوية الصراع الطائفي والمناطقي وهذا لا يخفى إلا على الأعمى الذي لا يرى واقع المؤامرات التي تحاك من حولنا، فيا أبناء اليمن إنكم اليوم أمام المستقبل الذي سيسد على الأعداء طريق التفتيت في جسد اليمن إن شاء الله.
سلام سالم أبوجاهل
ماذا تعني الانتخابات القادمة؟! 2156