في السنوات الماضية ركب صناع القرار برأس رياضتنا (جعنان), حيث تحالف النظام بعسكره ورجاله, والقبيلة بمشايخها وأتباعها, وقاموا بعملية تلقيح لتعديل الجينات الوراثية لمنظومة الرياضة اليمنية ظاهرها كان مدني, ووطني, وباطنها سياسي, وأمني, وعشائري, وكانت الغاية الرئيسة منها إنتاج جيل جديد يرث الوطن, وسلالة متطورة, ومتعددة الاستخدام تبسط نفوذها على كل (خرم) في الساحة الرياضية, وتهيمن على كل (فتفوت) في الأندية, وكانت نتيجة هذا التهجين الفريد أن تم تفريخ كيانات, وكائنات بصلاحيات واسعة و لا في الأحلام، وتوصيات مسموعة لا تقبل الجدل, ودعم مفتوح لا يخطر على قلب بشر, فملكت خطام المناصب, والإغراءات في يد, وفي الأخرى أمسكت العصا, فتمددت النفوس الضعيفة, وسال لعاب أهل الطاعة حتى بلل قمصانهم, أما الوجوه الحية, والجباه العزيزة, فقد كان برجها (الطحس), وانكمشت, وانزوت, ومنهم من قضى نحبه واقفا كالأشجار الباسقة, ومنهم من ينتظر إلى يومنا هذا على رصيف النسيان!.
الأمر الذي يترك في الوجدان قصه كبيرة, أن كل هذا الصلف, والعبث مر من بوابة الثوابت الوطنية, وسلك سبيل الشفافية المطلقة, وتم على خرير سيل من الوعود الرنانة, وطوفان من الكلمات المعسولة, وتحت سقف التطوير, والنهضة, ودعوات الإنجازات الجبارة التي لم نرَ منها أذن الجمل, أو إثر النملة!.
أكثر من عشرين عاما شباب ورياضة, ونحن من (حفرة) إلى (بالوعة), لقد مر على كرسي الوزارة أكثر من رأس, وحكمها كم من شنب, وفي كل مرة يتبوأ على مقامها (فحل), نحاول أن نتفاءل, ونتأمل خيرا, وتراودنا أماني وردية بالخروج من ظلمة النفق, ولكن يأتي (معتوه) اضرط من أخيه، لترزح جثته الثقيلة على صدر رياضتنا الهش , ويعصف عفنه بأحلام الصحوة, ويذهب بالأمنيات أدراج الرياح!
إن تجربتنا المريرة مع الوعود تقف حائلا بيننا والشعور بالتفاؤل, وتجعلنا لا نثق (بالهدرة), فقد سبق وإن كبروا في مسامعنا, واستهلوا عهدهم بالعسل , والزبيب, وكانت خاتمة سعيهم مأتم ولطم و نحيب!.
ياسر الأعسم
ركبوا برأس الرياضة (جعنان)! 2020