تونس، مصر، ليبيا، اليمن.. جروح لم تندمل بعد ومشاريع لخطوات تهّم بنزع الألغام المزروعة بطريق الحرية المنشودة.
سوريا جُرح عميق ينزف العروبة الفاسدة، فمنذ بدء ثورات الربيع العربي والعرب يثبتون جُبنهم وخُبث دسائسهم وسوء جوارهم ووصولاً إلى الثورة السورية العظيمة اكتملت استدارة الحقيقة واتضح أن العرب يستحقون لقب (الجبناء) بلا شك وأن الساسة ما هم إلا (جرذان) يرتدون لباس جلاد يقرعون بأسواطهم العقيمة أوطانهم، متشبثين بالكراسي المكلومة هي أيضاً من تشبث مؤخراتهم بها.
سوريا اليوم في مشهد مؤلم أمام مرأى أعين متحجرة وضمائر ميتة، فالجميع لا يرى والجميع لا يسمع والجميع منشغل "بعرب آيدل وروتانا سينما" والشعب السوري (وحده) يُعمّد بدماء أبناءه دروب الحرية، مخذولة أنتِ يا سوريا بمن نسميهم (عَرب) يشاهدون الدماء ويبتسمون للشاشة ببرود.. لك الله يا سوريا.
لا شيء يصف ذاك الوجع الذي استوطنني يوماً لمجرد أن شاهدت على الشاشة أشلاء متناثرة لطفل سوري وكم تمنيت حينها لو أن سيف الحجاج يهمّ ببتر رأسي ويرميه بعيداً، فلا أعد أرى تخاذلاً عربياً وصمتاً فاضحاً بحجم الدماء المراقة في سوريا الصمود.
أكثر من "22" دولة عربية على الخريطة ولا صوت يُذكر لأيِ منها، رداً على المجازر الوحشية في بلاد الشام، فبالله عليكم لا داعي للتسميات الفارغة لبعض المباني والمقرات الحاوية للخيبة العربية لا أكثر, الجميع هناك ينتظر نهاية الفيلم الدموي وبأيدي كل واحد منهم كيس فشار ومُجرد صدور قرار دولي أو عربي ضد هذه المجازر بحاجة إلى ثورة منفصلة لصدوره "وعيش يا قديش".
لن ننكر أن هناك بعض الأصوات علت وبعض الدول العربية التي تُعد بالأصابع كان لها مواقف ايجابية ولكن هذا لا يكفي ولنعتبرها ثقب أمل نأمل أن يتسع، فنرى ونسمع مواقفاً أخرى تجاه ما يحدث بالشارع السوري.
بشكل عام العتب بات مرفوعاً عن العرب فمواقفهم منذ قضية فلسطين باهتة ومغلّفة بالخذلان والصمت المشين, العتب اليوم يُلقى بوجه أبناء الوطن الواحد والذي تستغل الأنظمة العربية انقساماتهم الحزبية والمذهبية لُتشعل فتيل الصراعات بينها وتستمتع هي بالمشاهدة والقتل من على الكراسي, ولربما كانت هذه الشعرة التي قصمت ظهر البعير في بلداننا العربية وبسببها تتحول الثورات العربية في حديث العرب المتفرجين إلى (أزمات) بالتالي تنعدم المواقف الإيجابية الواجبة تجاه ما يحدث، لذا لا بد من إعادة اللُحمة الوطنية لأبناء الوطن الواحد وتغليب المصلحة الوطنية العليا للوطن على مصالح المذاهب والأحزاب السياسية وهذا ما نفتقده فعلاً في أوطاننا العربية لكسر شوكة الأنظمة العربية الاستبدادية وإفساد مخططاتها الرامية إلى تمزيق روح الأخوة الوطنية لدى أبناء الوطن الواحد لتسّهل مهمة التدمير والقتل بدم بارد وثقة أيضاً بأن العالم العربي صامت دائماً ولا جديد يُذكر بموقف ايجابي.
سوريا ..يا حبيبة الله والملائكة لم تعد الكلمات تُجدي والـ (كُل) مات، وأنتِ يا حمص لا تجزعي ولا تحزني مازلتِ راجلة وأحلامهم بالتراب ممرغة.
أما أنتم أيها العرب متى ستستيقظ ضمائركم فترفعون أعلام الحداد على ضريح عروبتكم؟!
وسيعي النظام السوري أن الحرية على بُعد قدم شهيداً وسيظل يسمع (الله ..سوريا ..حرية وبس ) حتى يرحل عن ياسمين الشام غير مأسوفٍ عليه.
أحلام المقالح
الله.. سوريا.. حُرية وبس 1828