كلما أتذكره في هذه الأيام أشعر أن الصحافة الرياضية أصابها نقص كبير.. وكلما أعود إلى كتاباته أشعر بأنه صحيفة مكتملة.. وعندما كنت أقرأ له أشعر بأنه مدرسة يجب أن تدرس.. وتدون.. وتحفظ.. وتؤرشف ما فيها، حتى يعلم الأجيال القادمة أن لدينا صحفي يستحق أن يدرس (بمادة صحفية) لشخص يدعى محمد العولقي.. عندما يفتح التخصصات الجامعية بإعلام رياضي متخصص في بلادنا.
العولقي قلم رياضي يعرفه كل مشجع يمني، وكل إنسان رياضي أغلبهم لا يعرفون في صحيفة (الرياضة) إلا بقلم العولقي.. كلهم يترقبوا وينتظروه على أحر من الجمر (ما يكتبه محمد) كل صباح يوم أحد في صحيفة الرياضة.. بسعادة وفرحين بعشقهم العولقي الذي كان بكتاباته يطبطب على أوجاعهم الرياضية، ويخفف على ما يصيبهم من فشل رياضي جراء ما تصدره لنا رياضتنا.
كان يكتب.. والجميع يقرأ باستمتاع كبير ولهفة وفرح وسرور وسعادة وحبور وانشراح البال الرياضي جراء كتاباته.. العولقي ومن يصدق صار له معجبين من خارج السلك الرياضي يقراؤن ما يكتبه، بل صاروا يستمتعوا ويترقبوا لكتابته حتى يتمتعوا بأسلوبه الجميل.
غياب العولقي كان بسبب المرض الذي قهره وأصابه، ولم يستطع أن يواصل، وكما لكل جواد كبوه.. فكبوة العولقي (المرض)، وإن شاء الله هي كبوة جواد سيعود بعد أن يكتب له الله سبحانه وتعالى الشفاء ليعود لعشقه الذي تعلمنا منه التسطير الجميل والسلس عبر البياضة لنحكي للعالم إننا تلاميذ العولقي كنا من خلف الجدار، وكم من تلميذ صار يفخر بمعلمه، كما أفخر بأستاذي العولقي.
العولقي وإن غاب فسوف يظل في الذاكرة وفي البال محفوظ فقد علمنا أشياء كثيرة وحقائق صحفية عديدة تعلمنا منه الكتابة، وعلمنا بالمهنة كما استفدنا منه التواضع الذي يبادرك، ويذهلك ويصيبك في إعجاب لم تعجب بهطول حياتك وممارستك، وأنت تراه أمامك يبادرك وبكل حب واحترام ووائم وكأنه شخص عاد يبدون رسميات أو تفاخر.. العولقي صراحة غير التقيت فيه مرة واحدة كصدفة عابرة فجلس معي وتكلم بكل احترام ووقتها لم يكن يعرفني، ومع ذلك وغيابه الذي استمر لأكثر من ست أشهر بسبب مرضه الذي أدعو الله سبحانه وتعالى أن يمن له الصحة والعافية ويكتب له الأجر والثواب في صبره حتى يعود لمهنته لأننا افتقدناه كثيرا.
عباد الجرادي
اشتقنا لك يا عولقي 2461