× قبل البدء بالموضوع أورد هنا نكتة على لسان أحد "الحراف" "سمع ذات يوم ابنه يقرأ أشهر السنة بالميلادي ابتداءً من يناير حتى ديسمبر.. فرح الرجل وقال لابنه يعني السنة هذه ليس فيها رمضان!
آخر اقترح أن رمضان يكون كل أربع سنوات مثل كأس العالم.. هذه كلها من باب الطرافة فرمضان شهر التوبة والغفران وشهر النعم.. لكن في السنوات الأخيرة أخذ رمضان طابعاً آخر لا يناسب وعظمة هذا الشهر.
× كنا قبل أيام نناقش سرعة مرور الزمن والأشهر والسنوات وأن رمضان سيأتي بعد عدة أشهر وكأنه أمس، غادرنا ثم تطرقنا إلى رمضان ولياليه ومستلزماته..
× رمضان في اليمن وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها الأسر لا يعني عبادة صوم وتعبد فقط، بل يعني التفكير في ماذا سنوفر لشهر الصوم وكيف ومن أين؟ وإذا لم نستطع كيف ستكون العبادة وكيف سيمر الشهر الكريم ومن بعده العيد..؟.
في النقاش تدخل الرأي الديني بأن "لا خوف.. فرمضان يأتي بخيره الوفير وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها وإن توكلتم على الله حق التوكل، رزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتعود بطانا" و....الخ.
× رمضان أرحم الشهور بنا، ربما للسمو الروحي الذي نعيشه وحالة التقرب من الله التي تتملكنا.. لكن ومع السياسيات الاقتصادية الخرقاء والعقيمة تدهورت الأمور وأصبحت الاحتياجات الأساسية صعبة المنال.. وفقد رمضان بعضاً من عظمته وروحانيته بسبب بؤس الناس وفقرهم ولن أبالغ إذا ما قلت إن رمضان جنت عليه الحكومات الفاسدة والحكام الفاسدين فهم أعداء هذا الدين لأنهم يقودون شعوبهم إلى ضعف الإيمان ويصنعون المشقات للعبادات والعابدين فمثلاً عدم وجود الماء قد يساعد الكثيرين على ترك الصلاة.. أيضاً انقطاع الكهرباء لأيام ولساعات قد لا يشجع الناس على قراءة كتاب الله أو الإقبال عليه.. هذه العلاقة الطردية تتكرر مع شهر العبادة، فبدلاً من أن يكون شهر الحصاد للحسنات وأعمال الخير يصبح شهر معاناة لأن العيد يعقبه ومتطلبات العيد لدى الأسرة الكبيرة معروفة.
× تحدثنا عن رمضان وقلنا إن الحج كما هو معروف لمن استطاع إليه سبيلاً ونقول للذين يحجون أكثر من مرة ادفعوا ما لديكم من أموال للفقراء والمساكين وأنقذوا حياة الأسر المعدمة، ساعدوا الأيتام، المعسرين وذوي الاحتياجات الخاصة....الخ.
× نقترح وهذا مقترح من مجموعة النقاش التي تناولت الشهر الكريم وقدومه أن تقر حكومة باسندوة إكرامية رمضان بشكل رسمي حتى لا تخضع هذه الإكرامية للمزاجية وتعنت المسؤول الأول ومندوبي وزارة المالية..
× أخيراً يظل شهر الصوم هو أحب الشهور وأرحمها بنا ومرحباً به بعد ستة أشهر.
محاسن الحواتي
رمضان جانا.. 1716