لقد لعب الإسلاميون دوراً عظيماً وفاعلا في الحفاظ على الثوابت الوطنية والأهداف الإستراتيجية للأمة العربية والإسلامية وكانوا خير معين للأنظمة العربية في بداية نشأتها وحاولوا مراراً وتكراراً تجنيب الأمة ويلات الحروب والفرقة ونجحوا في بعضها ولم يحالفهم الحظ في أخرى. وكان جل الأدوار التي يقومون بها ترمي إلى الحفاظ على سيادة الأمة وقيمها ومبادئها وتحافظ على الحقوق والحريات للإنسانية, ويكفي انك عندما تقارن بينهم وبين غيرهم تجدهم أصحاب هم إنساني، بل تتعدى همومهم حدود أنفسهم وحدود أوطانهم وأصحاب همم عالية مقارنة بغيرهم لأنهم يسعون إلى تطبيق الشريعة الإسلامية الغراء التي تحفظ للإنسانية كرامتها وتحارب الانتهاكات التي يتعرض لها الإنسان أياً كان ذلك الإنسان.
وقد حاول أعداء الإنسانية أن يشوهوا البرنامج الإسلامي ومن يحمله في عيون السواد الأكثر من البشرية لأنهم يريدون أن يعيش الإنسان تحت رحمتهم، فأصبح الإسلاميون متهمون بأنهم إرهابيون وأعداء الإنسانية ومع ذلك تتحلى بطولاتهم أمام العالم بدفاعهم عن الحقوق والحريات وتخليهم عن العنف والإرهاب حتى صار الذين يخرجون ضدهم ويتظاهرون ضد برامجهم لا يجدون بدا من الاعتراف لهم بأنهم الأحق والأجدر والأولى بزمام القيادة، لأنهم لا يسعون لها، بل يسعون لان يكونوا خدماً لامتهم عبرها، أما حكام الأنظمة الذين جعلوا الحكم ملكاً لهم ولذويهم، فأنهم يتمسكون بها ولا يفرطون فيها حتى ينزعها الله منهم نزعاً ولكنهم قبل ذلك يجعلون من الإسلاميين شمامعة لاخطائهم ليعلقون عليها فشلهم، فهم يتهمون الإسلاميين قيادة الثورات وتأجيج الشعوب وهندسة الانقلابات لانهم ـ حكام الأنظمة ـ فاشلون وليسوا أهلاً للقيادة وليست لديهم الكفاءة لحمل الأمانة ولأنهم يريدون أن تكون شعوبهم لهم عبيداً وعمالاً يعملون عندهم ولعلمهم بان الإسلاميين لا يعبدون الحكام ولا يعملون معهم ولا يجيزون ظلمهم واستبدادهم، فهل فقهت الأمة ماذا يريد أعداء الإنسانية منهم، أم أن ثوراتهم نزوات ومراحل عمريه ستنتهي إلى أحضان أعداء الإنسانية مره أخرى؟! أن حكام الأنظمة العربية الفاشلة اتخذت من الإسلاميين فزاعة يلوحون بها في وسائل الإعلام لإخافة الغرب من استيلائهم على السلطة وبعبعا يخوفون به شعوبهم ليتعاطفوا معهم وقد مارست الأنظمة الدجل والاحتيال باسم الإسلاميين، فمرة يحلبون على حسابهم المنظمات الداعمة للارهاب ومرة يهددون بها المناوئين لهم في الداخل والخارج مع انهم هم الذين يقومون بأعمال الارهاب والعنف، متسترين بتلك الشماعة المظلومة ولكن آن الاوان ان يعلم العالم كله ان الاسلام بريء من دماء الأبرياء ونهب أموال الناس وانتهاك حريات المجتمعات بل هو الرحمة للبشرية كافة.
سلام سالم أبوجاهل
الإسلاميون وزمام القيادة 1869