إن العلاقات المتطورة بين الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها وإيران والتي أصبحت حقيقية ولكنها غير معلنة لتوضح أن المصالح بين أرباب تلك التحالفات مشتركة ومترابطة.
فهم يدركون جميعاً أن إمبراطورياتهم قد انهارت على أيدي المسلمين بقيادة عربية ولذلك فإن الفرس كانوا ومازالوا يتحالفون مع أي قوى تعادي المسلمين، والتاريخ يوضح كل مؤامراتهم ضد المسلمين بدءاً بتحالفهم مع اليهود في صناعة فتنة "عبد الله بن سبأ" اليهودي التي أشعلت أول فتنة في صدر الدولة الإسلامية والخلافة الراشدة وانتهت بمقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه وأرضاه ـ مروراً بتحالفهم مع التتار بقيادة (هولاكو)مع أنهم كانوا وزراء المستعصم فتواصلوا مع "هولاكو" لدخول بغداد وعاثوا فيها فساداً، وهذا معلوم ولا يخفى على أي عاقل، وانتهاءً بتحالفهم مع الولايات المتحدة وحلفائها غزو العراق وأفغانستان باعترافاتهم فقد قال محمد خاتمي ونائبه محمد علي أبطحي في عام 2004م لولا المساعدة الإيرانية للولايات المتحدة وحلفائها لما نجح غزوهم في احتلال العراق و أفغانستان.!!
فإن التحالف الروفارسي ليس وليد اليوم ولن يكون الأخير, فعندما كان( بريجنسكي) مستشاراً للأمن القومي إبان حكم جيمي كارتر فإن مجلس الأمن القومي منع جنرالات الجيش الإيراني من تنفيذ أوامر الشاه بضرب الانتفاضة الشعبية التي قامت ضد الشاه مقابل وعد من القائد العام للقوات الأميركية في أوروبا (روبرت هويزر)عندما أرسله مجلس الأمن إلى طهران في أوج الأزمة فوعدهم بعدم إعدامهم بعد سقوط الشاة، فالصراع الوهمي بين الولايات المتحدة وإيران والذي تتبناه وسائل الإعلام ليس إلا فلماً أميركي مفبركاً أبطاله الولايات المتحدة وإيران والذي يقوم بدور الضحية الحقيقية بل ويعاني من هذا الفلم الأنظمة العربية المخدوعة بالسيناريوهات الأميركية.
فهي مستمرة من قبل الثورة الإيرانية ولم تنته إلى اليوم.,فبما أن النظام الإيراني يخدم المخططات الاستعمارية للوطن العربي من قبل أميركا و حلفائها، فإن أميركا وحلفائها هم من قدم الدعم بالسلاح والعتاد والمعلومات الاستخباراتية لإيران إبان الحرب العراقية الإيرانية.
وهم-أمريكا وحلفاؤها- من أعطى الضوء الأخضر لإسرائيل بضرب المفاعل النووي العراقي
الذي كان في طور الإنشاء مع أنهم يدّعون أن المفاعل الإيراني يمثل الخطر الأكبر على إسرائيل فلماذا لم يضربوه؟!
ومن صور التحالف الروفارسي غض الطرف الأمريكي عن احتلال إيران للجزر الإماراتية
مع أن ذلك سبب وجيه لتدخل الولايات المتحدة وحلفائها ضد إيران !! وآخر صيحة في تأكيد التحالف الروفارسي إدراج حزب (جند الله) الإيراني السني على قائمة الإرهاب،مع أن الأحزاب الشيعية التي تصدرها إيران أخطر فتكاً وأكثر مئونة ودعماً وأوضح إعلاماً بمحاربة أميركا وحلفائها فلماذا لم يدرجوا تلك الأحزاب على قائمة الإرهاب؟؟!
نعم.. إنها تخدم مصالحهم ومخططاتهم الإستعمارية لتمزيق الوطن العربي وهي باب رزق للدول المصنعة للأسلحة، فلولا العداء الذي بين إيران والدول العربية وبالذات الخليجية ما تمت تلك الصفقات من الأسلحة الجديدة التي تكاد لا تستعمل وقد لا تستعمل أصلاً، فإن كل القوى الأساسية التي اعتمد ويعتمد عليها الاحتلال الأميركي في العراق هي إيرانية المنشأ، فارسية الأصول والولاء, مثل حزب الحكيم وحزب الدعوة والتيار الصدري فتلك التيارات كانت و مازالت تمثل القاعدة الثابتة والأساسية لبقاء الاحتلال الروفارسي للعراق بل وهي التي تضفي عليه الشرعية الزائفة المزعومة.
سلام سالم أبوجاهل
التحالف الروفارسي الصهيوني وخطره على المسلمين 2094