هي الثورة عندما تبدأ تلتهم كل الفاسدين، وتغيرهم وتقتلعهم من جذورهم لا تفرق بين جاه أو نفوذ أو طغاة، فهي ضد كل الحصانات والمبادرات مهما كان حجمها ومهما كان مصدرها، فهي تمضي مهما زعق.. وعارض.. وحاول صدها أقوى الأقوياء.. وأطغى الطغاة، فقد عرفنا الربيع العربي مثمر ومزدهر وحافل بالعديد من (المسرات) حين بدأ العرب يتخلصون من كل الطغاة، ثم تلاهم المفسدين بطريقه (الربيع) الذي عجز أي فاسد صده أو معارضته، وسرعان ما يسقط بضربة التغيير وبسلاح الاعتصام، هذا السلاح الذي لا يفل.
فهاهي الثورة اليمنية قد بدأت، وهاهو النظام قد تهاوى، ولم يبقَ إلا (البقايا) بسبب ثورة الشباب التي جعلت اليمن يتفاءلون بزمن جميل قادم خالٍ من حكم الجبابرة، يمن سوف ينعم جميع السكان بالخيرات التي من الله سبحانه وتعالى على هذه البلدة الطيبة ليتنعم بخيراته ويأكل من رزقها، وهي (الثورة) من ستجعل الرياضيون الشريحة الأكبر اضطهاد ومهمشة، حين صادروا مستحقاتهم وعبثوا بمواهبهم (ثلة) من المتنفذين لصالح نظام أو لصالح شخصيتهم، بينما الشباب الذين تقام من أجلهم وتنفق الملايين في خبر كان.
والله عيب ما صار لرياضيتنا.. وعيب أكثر ما حدث لشبابنا وناشئينا من عبث وإهمال.. وعيب وألف عيب السكوت على مثل هؤلاء الشخصيات الرياضية الذي يملؤون وزارة الشباب والرياضة بوكلاء يفوق عدد وكلاء (ثانوية الكويت).. ووزراء يتداولون الوزارة بمغنم وفيد كبير، وقعوا على هذه المناصب مع سبق الإصرار والترصد، وما عمرهم قد خدموا لعبة أو رياضة أو مهنة، ومثلهم صارت رياضتنا وصار أغلب الاتحادات ينظموا بطولات من أجل التمسح والتقرب والتودد من الوزارة والنظام نفسه، وخير مثل لذلك عذري الشطرنج الذي يصرف له الملايين مقابل رقعة شطرنج وأصنام، تضرب في الرقعة لتجلب الملايين والحظ المؤكد لصاحبنا رئيس الاتحاد، وسرعان ما يتوج الأبطال ليصرف لهم ولا حتى نصف أو (ثلث) ما يصرف للتغطية الإعلامية التي تجعل منه الناجح المذهل لكل ملوك الشطرنج وكش عذري شطرنجي!!.
مأساة في رياضتنا.. ومصائب يشيب لها الرأس، ويتألم له القلب، وتتفجر لها الأكباد جراء ما صار في رياضتنا من عبث عيني عينك وفي وضوح الشمس وأمام العالم عبر الكاميرا وعلى الهواء ولم يتجرأ أي شخص يقول لأي وزير فاسد أو مسئول فاسد (كفاية!) قف أنت فاسد ويجب أن تقدم استقالتك مع احترامي للأقلام التي كتبت، وتناولت ولكنها في بداية الثورة سكتت ونامت نوم أهل الكهف، لا ندري هي العاطفية لمعت؟! أو الحنين بهم أصابهم؟! أم أنه السكوت الذي يشبه علامات الرضا،لا أدري حقيقة!! الآن لم يعد للسكوت مكان.. والصمت قبول سيما إن جميع الوزارات انتفضت وغيرت وقامت واعتصمت ضد كل مسئول وزاري ووزير حكومي وقلعته اقتلاع يستحقه، أعلنوها في أكبر مرفق حكومي بداية باليمنية ومرور بالتوجيه المعنوي والنجدة، ومازالت تهب رياح التغيير على كل فاسدين في مختلف الوزارات وكل يوم نسمع عن وزارة سقطت وعن مسئول ومدير فاسد فر هاربا محملا بالخزي والعار.. ظافر بخيبة ما بعدها خيبة.
فمن (اللي بعده) أتمناها وزارة الشباب والرياضة التي تحتاج إلى ثورة بحد ذاتها، لطالما كانت وزارة تابعة للحزب ولم تكن يوما راعية للشباب ولا للرياضيين، ناهيك عن عبثها وتماديه الكثير من موظفيها ولأشياء غير قانونية تتحكم، وكم سمعنا من ملفات فساد في هذه الوزارة وكم تجاوزات قد حدثت من قبل شخصيات مازالوا يتنعموا في مناصبهم، وفي - اعتقادي - أنها أكبر وزارة يقطنها الفاسدون.
فكم (أسعدني) وأنا أسمع أن موظفين الوزارة قد أعلنوها ثورة وكم (أضحكني) وأنا أسمع أن أحدهم تعهد بمنح الموظفين عشر ألف ريال مقابل أن لا يثوروا.. هو فشل مفضوح إن لم يكن (إفلاس).. هي أيضا نذير (مشئوم) لصاحب العمل بمكافئة قادمة جزاء المبلغ الذي أهداه لهم.
فلا تتعجب من ذلك عزيزي القارئ الكريم.. ولا تستقرب من ذلك التصرف من (الوكيل) الذي أتحفظ على ذكر اسمه لأنه (فيما بعد) لن تستغرب عندما يسقط ومن معه من رفاق بضربة التغيير، لينتقل الرياضيين إلى اللجنة الأولمبية التي من السهل نقل الثورة إليها عبر الأحرار الذين يملؤون هذه اللجنة، ومن ثم تبدأ المغامرات الثورية مع حبيبنا اتحاد الكرة.. هذا وسيظل نبض قلبي يمانيا.
عباد الجرادي
ثورة الرياضيين.. قادمة! 2497