كثرت القنوات الفضائية اليمنية وأصبحت كالهم على القلب، كلما قلبت وجدت قناة جديدة، والغريب أن العاملين بهذه القنوات كلهم أبناء القناة الفضائية الأم، يعني نفس العقلية تنتقل من هنا إلى هناك وهذا هو سر تخلف الإعلام اليمني.. إعلام يكيل بالميزان كما يباع القماش قديماً، ليس هذا فحسب، بل إن أصحاب القنوات اليمنية الجديدة لا علاقة لهم بالإعلام لا من قريب ولا من بعيد.. فقط استثمار ومحاكاة، كلهم يريدون تقليد الوليد بن طلال أو أن الوليد بن طلال قلدهم.. المهم كله قنوات.
القنوات الجديدة هي وجه آخر للسلطة أو للمعارضة، أي لا يوجد لعامة الناس قناة تقدم قضايا عامة بموضوعية والكل يعرف أن البلد مثقلة بالقضايا والمشاكل والمعاناة، لكن من سيتناول هذه القضايا الهامة كيف ومتى؟!، يعتقد القائمون على القنوات الفضائية اليمنية الجديدة والقديمة أن تناول معاناة الناس هو مسٌ – ليس مساً شيطانياً- بل مساً بالسلطة في أدائها ووقوف مع المعارضة بشكل أو بآخر!، وإذا تناولت قناة سهيل مثلاً قضايا بعينها اعتبر ذلك خيانة وضد النظام.. وهكذا لا ينظر إلى معاناة الناس بقدر ما ينظر إلى مصالح القائمين على السلطة أو المعارضة.
ماذا يريد المشاهدون من قنوات أدمنت الرتابة وتسطيح عقلية المشاهد وتزييف وعيه بمعلومات زائفة؟!، ماذا يريد المشاهد سوى الموضوعية حتى وإن اختلف معكم، يريد أن تكونوا موضوعيين في الطرح والتناول، يريد برامجاً فيها إبداع، فيها جديد ومفيد، تشد المشاهد ويجلس منتظراً بفارغ الصبر لموعد البرنامج.. المشاهد الذي أمامه من القنوات الكثير جداً والتي لا تترك له فرصة التحول، يحن لكل ما هو يمني، في حين تخذله القنوات الوطنية، يتقدمها برامج دون المستوى.
لماذا لا تستعين القنوات الجديدة بكفاءات عربية لتجّود عملها؟! ولماذا لا تركز هذه القنوات على التدريب والتأهيل لصقل قدرات العاملين فيها؟! سؤال أخير: لماذا لا تبحث هذه القنوات عن أفكار إبداعية، نوعية، جديدة لتنافس بها القنوات العربية التي أثبتت جدارتها وحتى نفخر بهذه القنوات اليمنية؟!.
جودوا لأنه زمان الجودة وأجركم عند الله كبير، يكفينا الغث الذي لقيناه عندما لم تكن لدنيا "دشات" سامحكم الله، أنتم السبب في هروبنا للفضائيات الأخرى، حتى القنوات الهندية كانت أرحم منكم.
قللوا من السياسة والأغاني واتجهوا صوب القضايا الاجتماعية والجوانب المسكوت عنها في المجتمع اليمني، ستجدون الآلاف يشاهدونكم ويدلونكم لحقائق مثيرة.
محاسن الحواتي
ما يريده المشاهدون 1777