هناك مثل سوداني يقول: "غربة ليبيا واليمن ضياع زمن"، بمعنى أن الغربة في ليبيا واليمن لا عائد منها، إلا ضياع السنوات لأسباب كثيرة أهمهما أن أيام العقيد القذافي كانت الهجرة إلى ليبيا من قبل السودانيين تبدو وكأنها هجرة من الريف إلى المدينة داخل السودان، والغريب أن نظام العقيد كان يمنع إخراج الأموال ورؤوس الأموال من ليبيا إلى أي دولة مهما كانت العلاقات السياسية.. لذا عاد كثير من السودانيين بلا شيء بعد سنوات الغربة في ليبيا.. أما في اليمن، فهجرة السودانيين إليها تبدو كهجرة أفراد عائدين إلى قبائلهم، ينغمس الناس في تعاطي القات والجلسات الجميلة والساعات السليمانية، تمضي بهم السنوات في اليمن دون أي ادخار أو ضمار.. لذلك قال السودانيون وكأنهم غير مسؤولين عن ذلك "الاغتراب في ليبيا واليمن ضياع زمن".
ليبيا الجديدة بعد القذافي غير ليبيا العقيد، الوضع مختلف، صحيح أن الأمور تحتاج المزيد من الوقت لتستقر والكثير من الجهد من أجل ليبيا الحرة.
قرأت الخبر الذي يعتبر مغايراً لما هو مألوف عن ليبيا، إذ طلب السيد/ مصطفى عبدالجليل – رئيس المجلس الانتقالي- من السيد/ محمد باسندوة رئيس الوزراء اليمني- توفير "2 مليون" عامل يمني للعمل في ليبيا.. ليبيا التي هواها أفريقي ومزاجها كذلك تتجه الآن صوب العرب وتستعين بالأيادي العربية اليمنية لبناء ليبيا الجديدة.. هذا فخر لنا نحن اليمنيين جميعاً أن نساهم في تنمية البلد الثوري الذي جثم على قلبه العقيد لأربعة عقود.
طلب عمالة يمنية لليبيا يعني الكثير، يعزز العلاقات بين البلدين ويترجم الثقة التي يوليها النظام الجديد لليمنيين وجدية السيد/ عبدالجليل في مساندة بلدنا في هذه الظروف الصعبة.
طلب عمالة عبر وزارة التدريب المهني، يعني ضرورة تأهيل هذه العمالة، حسب طلب السوق الليبي، ويلزم بلادنا بإعادة النظر في مهارات العمال وقدراتهم.. ووضع خطط وبرامج عاجلة للتدريب والتأهيل والنظر إلى شباب المناطق المحرومة من مشاريع التنمية كمأرب و الجوف وصعدة والحديدة وأبين في بنائها وتنميتها وتحويلات أبنائها لتسهم في تغيير حياة الأسر للأفضل والتحول لمجتمع منتجٍ وفاعل.
عندما يغادرنا العمال إلى دولة ما تكون وزارة ا لتدريب هي الجهة المسؤولة وعندما تطأ أقدامهم أرض الغربة يتحولون إلى مغتربين تتولى شؤونهم وزارة المغتربين.. هل هو ازدواج في المهام أم أن الوزارتين ينبغي أن يكونا كياناً واحداً أو يعملان معاً؟! مجرد أسئلة..
شكراً لليبيا وهي تتجه أرض العروبة ومنبعها.. تحية للمجلس الوطني وعلى رأسه الرجل الجليل/ عبدالجليل، الذي سيقود ليبيا إلى بلد أكثر تطوراً ونماءً وأكثر تأثيراً في محيطه العالمي وعلى مستوى العالم.
محاسن الحواتي
ليبيا الجديدة تعود لعروبتها 2514