كم انفرجت أساريري عندما قال لي أحدهم أن طلاب إحدى المدارس اعتصموا في ساحة المدرسة احتجاجا على صاحب (المقصف)لأنه يبيع لهم بيضا معمول من اليوم الأول،فقلت في نفسي لقد انتقلت عدوى الثورة، وهذا ما كنت أحلم به منذ بداية الثورة, وهو أن يتم تفكيك بنية هذا النظام من داخله، ففي تصوري أنه بالإضافة إلى أهمية أن تظل الساحات زاخرة وعامرة بالفعل الثوري والمسيرات، يجب أيضاً أن يتحول الثوار إلى مؤسسات الدولة ليفككوا بنية هذا النظام من الداخل، خاصة وأنه نظام هش قائم على سياسة تعميق المصالح، وبالتالي يكون هدم هذه المصالح بالمطالبة بتطبيق القوانين كمرحلة أولى ثم المطالبة بتغيير القوانين التي شكلت غطاء شرعيا لهذا النظام كمرحلة ثانية، وهذا الدور يتطلب تفعيل النقابات المهنية داخل هذه المؤسسات للقيام بهذا الدور أو التكتلات الشبابية والمهنية التي انطلقت من ساحات الحرية والتغيير والمرتبطة بهذه المؤسسات لتقود عملية التغيير بشكل ممنهج ومخطط له داخل هذه المؤسسات مع زخم ثوري مستمر يركز في القضايا الحقوقية والأهداف الرئيسية التي ينبغي أن تحققها هذه المؤسسات وتجهيز ملفات الفساد وتفعيل مبدأ المساءلة والمحاسبة داخل هذه المؤسسسات .
لقد أرادوا بالمبادرة الخليجية أن يحولوا الثورة إلى أزمة، ولكننا نقول لهم أنها ثورة، ولن نسمح أن تكون أزمة، وسوف ننقل عدوى هذه الثورة الى كل شبر وكل بقعة وكل مؤسسة وكل وزارة وكل مساحة على ظهر هذه الأرض الطيبة .
فهذه الثورة هبة الله لهذا الشعب، أراد الله أن ينضجه أكثر،وأن يحوله من شعب القات إلى شعب الإرادة، من شعب لا يكاد يذكره العالم أنه يوجد في الخريطة، إلى شعب يتحدث عنه كل العالم .
إنه سر الله لهذا البلد،والإنسان هذا البلد المقهور،أقسم لكم بالله أنكم سترون يمنا جديدا، وأقسم لكم أننا لن نهدأ ولن نركن ولن يساومنا أو يحاورنا أحد على حساب ثورتنا، إنها الثورة تجري في دمنا وفي عروقنا ..إننا نتشربها ليل نهار، ونتنفسها صبح مساء،وتصبحون على ثورة يوم جديد .
aolfat2002@yahoo.com