يبدو أن اتحاد كرة القدم عازم على السير في طريق إقامة دوري الدرجة الأولى والثانية برغم الظروف السيئة (ماليا) التي تعيشها الأندية، والتي انعكست على نشاطها وعدم قدرتها على تجميع لاعبيها المطالبين رواتب وحوافز لهم لكي يشاركوا في أية بطولة.

زد على ذلك أن الأندية وخاصة التي تسمى النخبة، وهم في حقيقة الأمر لا نخبة ولا شربة، ولكنهم أتعس من التعاسة نفسها كان لديها محترفون والآن هي غير قادرة على توفير مستحقات مدرب وغيره من الالتزامات الداخلية، فكيف لها أن توفر مرتبات محترفين؟!.

أيضا ظروف الداعمين للرياضة هذا الموسم والقطاع التجاري في عموم الجمهورية متأثرا بالأحداث، وتأثر نشاطه بسبب ضعف الطلب على المنتجات المحلية وتوقف خطوط الإنتاج في كثير من المصانع في اليمن وخاصة تعز، فقلت الموارد والإيرادات بدون شك، وبالتالي فإن الدعم المقدم للأندية لن يكون كما هو من سابق هذا إذا لم يتوقف ويكون الرد (نعتذر).

ومن ثم لا ندري بأي وضع وبأي شكل سيقام الدوري في ظل هذه المعممة من الظروف القاهرة والمانعة حتى من إقامة دوري (من كبة الطيار)!! أو (فتاتير)!!، هل الاتحاد أو من هم في مجلس إدارته يعون الخطوات التي يتخذونها؟!.. هل يدركون أن الدوري لو سار أسبوعا أو خمسة أسابيع منه بعدها ستظهر الانتكاسات لدى الكثير من الأندية حتى أعرقهم وأكبرهم يعاني من المشاكل وقلة موارده المالية، فما بالك بالصغار الصاعدين؟!.. هل يعلم الاتحاد أن هناك أندية مقفلة بسبب الظروف التي تمر بها البلاد، وأن الهاجس الأمني مسيطر على الكل والخوف يحيط بالجميع؟!.

صحيح أن مجلس إدارة الاتحاد عقد اجتماعه يوم الإثنين الماضي، وأصدر عدد من القرارات التي ستعمل على تطوير الكرة من وجهة نظرهم مع أننا مازلنا نسير سير السلحفاة مقارنة بالآخرين، وهي قرارات جميلة أن يفكر بإعداد مدربين وتطوير قدرات الحكام وغيرها من القرارات التي كانت وأنا أشد عليه في ذلك، ولكن الذي قد نختلف معه سواء كنا صحفيين أم متابعين هي طريقة إقامة الدوري في ظل هذه الظروف التي تعانيها الأندية، وخاصة الأولى والملزمة بتطبيق (الاحتراف) ومعروف تبعات الاحتراف وتكاليفه ومستلزماته، ومقارنة مع الدعم الرسمي المقدم للأندية وما تتطلبه تكاليف الاحتراف، فإن الأندية لن تقدر أن تكمل أكثر من أسبوعين على الأقل.

لذلك يفترض أن يكون الاجتماع القادم الذي يصادف اليوم (الإثنين) الذي حدده الاتحاد لدعوة مندوبي أندية الأولى والثانية لمناقشة لائحة الموسم أن تبدأ الأندية بمناقشة ظروفها وإمكانياتها المتاحة في خوض الدوري في ظل هذا الوضع الذي نعيشه كلنا، فمناقشة الموارد المالية ومصادر توفيرها يفترض أن تكون قبل لائحة بدء الموسم (المتأخر)، وينبغي أن تقف الأندية موقف جاد لتقييم مسار الاتحاد خلال الموسم المنصرم لا أن يقيم الاتحاد نفسه بنفسه، ويقرر قرارات فيها ظلم للأندية، كما قرر أنه لا نقاش لمسالة إلغاء الهبوط للأندية الثلاثة (الصقر –الرشيد – حسان) بحجة عدم توفر التكاليف لمضاعفة عدد الأندية في الأولى في الوقت الذي صرف قرابة الثمانمائة مليون ريالا للموسم الماضي.

نريد من مجلس الإدارة أن يتغلب على التعصب والعناد الذي يسيطر على البعض، وأن يرى بمنظار المصلحة للجميع، وأن يقرر وفق معطيات الواقع التي الكل يعرفها، فاللائحة في النهاية هي أداة للتنظيم وترتيب الأمور، والذي قررها ووافق عليها هم الأندية عبر مندوبيهم، وبالتالي فلابد من موقف جاد لتقييم الموسم الماضي قبل أي شيء، فبيد المندوبين القدرة على أعادة الاتحاد إلى الطريق الصحيح إن كان هناك اعتراف أنها خطأ بحق ثلاثة أندية وهبطهم دون مراعاة لظروف وقفت حجر عثرة أمامهم في المشاركة في بقية دري الموسم المنصرم.

أنا لا أستهدف أشخاص بعينهم في الاتحاد ولا أقلل من دوري أي عضو في مجلس الإدارة بقدر ما أوجه نقدي للاتحاد كمنظومة متكاملة رأت رأيا، ونحن نرى غيره، وقررت قرارا ونحن نرى أنه مجحف، فلابد من أن نقول كلمة حق لا نريد من ورائها شيء بقدر ما نريد أن يكون الاتحاد ناجح في مهامه، فالكل بشر، وهم ليسو ملائكة معصومين من الخطأ، وأن تعود الكرة للدوران وسط أجواء هادئة وظروف آمنة.

وأعتقد أن اجتماع مندوبي الأندية مع الاتحاد يتطلب من أن تحسن اختيار المتحدثين باسمها، وأن يحضر كل مندوب وهو يحمل في عقله وجيبه ورقة تتضمن محاور للنقاش مع الاتحاد وطرحها على طاولة الاجتماع، لا أن يكونوا مثل (الأطرش في الزفة)، إن رفع الناس أيديهم رفعوا، وإن قالوا نعم قالوا مثلهم، وإن ناموا ناموا معهم، لائحة الموسم يقرها الأندية، وبالتالي فما كان من سلبيات الموسم الماضي لابد من المراجعة للائحة بقوة، وأن تتضمن كثير من التحسينات التي تخدم الكرة والأندية معا وتساعد على نجاح الاتحاد.

في الأخير أعتقد أن الرجوع للحق والاعتراف بالخطأ لن يقلل من شأن الاتحاد بل سيجعله كبيرا أمام الجمعية العمومية التي يفترض أن تقرر، وتجمع على إلغاء هبوط الموسم المنصرم للظروف التي يعرفها الجميع حتى وإن لم تطالب الأندية المتضررة بذلك فهناك ظلم لابد من رفعه وإعادة الأمور إلى نصابها من منطلق الأمانة في النصح والنقد.

alhadi68@gmail.com