رائعة أنت يا ثورة اليمن،بكل تناقضاتك...وبكل صراعاتك..وبكل تأخيراتك..وأكثر روعة شباب الورد الذين تحليتي بهم..وازدانت تفاصيلك بدمائهم التي روت ورود مستقبل اليمن القادم.
من كان يتوقع منا أن هؤلاء الشباب هم من سيكونوا في مقدمة الصفوف الأولى ضد الظلم والفساد....ما زلت أتذكر صديقتي عندما اتصلت لي في اليوم التالي لتنحي مبارك قائلة (الشباب في تعز خرجوا إلى شارع التحرير يريدون ثورة يمنية،لا أنكر يومها أني قلت لها (لن يكونوا بجدية المصريين والتونسيين).
ما أجملكم وأنتم تصيرون فوق كل التوقعات... لتقدموا نموذجاً يمنياً فريداً من نوعه.
لا أدعي أني التحقت بصفوفكم الأولى ولا من أوائل من خرجت معكم،ولكني عندما نزلت في عشرينيات فبرائركم الثورة،تدفقت معي كل ثوراتي الكامنة بأمل التغيير وصياغة اليمن الجديد
رائعون أنتم،بل أكثر روعة من المصريين والتونسيين، رغم كل الجهل الذي مارسته سياسة هذا النظام، رغم اللامشروع الذي تعامل به هذا النظام مع شباب الثورة، رغم ذلك أثبتم أنكم شباب اليمن،وخلقتم من رحم اليمن،لتحملوا هم اليمن،دون أدنى توجيه أو تعليم،أو مشروع يقودكم إلى ما قدتمونا إليه.
لقد استطعتم أن تشكلوا ما عجز عن تشكيله الساسة الذين أفنوا عمرهم في الحوارات والتسويات والمحاصصات،ولم يستوعبوا الدرس بعد...لم يستوعبوا أن الثورات لا تحتاج إلى تسويات ولا حوارات ولا محاصصات.
الثورات كشباب الورد..لا تقبل أن تتفتح إلا على فجر الحرية،لذلك أعلنتم مجلسكم الرئاسي الانتقالي،وكان لكم شرف المبادرة في ظل ردود الفعل من قبل الساسة،ومغالطتهم لفعلكم..وبنفس الشجاعة والجرأة رفضتم التوقيع على المبادرة الخليجية،وأنكم لا يمكن أن تقبلوا إعطاء الحصانة لقاتل.
أنهم الشباب..ثورة من ورد...شباب أعلنوا أن دماء الشهداء...ذلك المقدس...سيظل وقود الثورة الذى لن ينطفئ الا بأمطار الحرية تسقط على قبورهم..فتنبت رياحيين رضاءهم.
aolfat2002@yahoo.com