;
فيصل الصفواني
فيصل الصفواني

وقاحة تنوب عن الاعتذار!! 2158

2011-12-08 04:24:20


ترى لماذا لا نسمع اعتذاراً رسمياً من صالح وأبنائه للشعب اليمني، خصوصاً وأن الفرصة مواتية لهم قبيل رحيلهم من السلطة وهي فرصة لم تتاح لغيرهم من الأسر الحاكمة.
تصريح يحيى صالح للقناة الفرنسية الأربعاء الماضي أثار استياء كل اليمنيين بما فيهم ضباط وأفراد الأمن المركزي، خصوصاً عندما وصف الشباب الثوار بأنهم مخلفات وطالب قيادة المشترك بإزالة تلك المخلفات من شوارعهم - على حد قوله .
مع أن صالح الابن هنا لم يأتي بجديد يحسب له أو عليه وإن كان سيئاً بقدر ما حاول إعادة إنتاج المشهد المقزز والبذيء الذي ابتكره سيف الإسلام القذافي في طرابلس .
والحاكم الذي يتعمد إهانة أبناء شعبه بعلنية سافرة، حتماً سيغادر صاغراً حقيراً، فإذا كان القتل والظلم يولد فكرة الثورة فإن الإساءة للثوار تخلق الرغبة في الانتقام، فالثوار مهما بلغت درجة سمو أخلاقهم إلا أنهم بشر يغضبون ويأنفون ويغارون.. والمؤسف أن كلام العقيد يحيى جاء في سياق الوقاحة الرئاسية المجدولة التي يوجهها صالح وأبنائه ضد اليمنيين منذ التوقيع الرئاسي على المبادرة الخليجية نهاية الشهر المنصرم في العاصمة السعودية الرياض.
في الوقت الذي كان يأمل فيه مهتمون ومتابعون أن يقدم صالح اعتذاراً رسمياً للشعب اليمني، ينهي به حكم دام لثلاثة وثلاثين عاماً، هي تاريخ مرحلة من العبث الرسمي والفساد السياسي الذي لم يشهد لها تاريخ اليمن السياسي مثيلاً من قبل .
توقع بعض المهتمين أن يبادر صالح بتقديم اعتذاره فور التوقيع على المبادرة، ولو من باب المزايدة على خصومه السياسيين والعسكريين .
لكن الرجل لم يفعل وتعمد الإساءة لأبناء شعبه بشكل واضح وأساليب فجة أفقدته الثقة لدى بقايا أنصاره والمخدوعين بالدفاع عنه .
ابتداءً من كلمته التي ألقاها فور توقيعه على المبادرة، حيث وصف الرجل مناوئيه من أقيال اليمن ووجهائه بأنهم أسوأ من الصهاينة، لأنهم اعتدوا عليه في مسجد منزله الخاص - بحسب رواياته .
ولم يتذكر صالح أن قتل ثمانية وخمسين شاباً من الشباب المعتصمين سلمياً بعد صلاة الجمعة في الثامن والعشرين من مارس أمام جامعة صنعاء، وإحراق العشرات من الشباب في ساحة الحرية بتعز، هي أفعال إجرامية لم يقدم عليه لا الصهاينة ولا النازيون الذين ضربوا أسوأ الأمثلة في جرائم القتل والإبادة.
لقد استبدل صالح اعتذاره المرتجى بوقاحة لا نجد أي مبرر لها حتى في حسابات الخصومة السياسية، وفي أول خروقاته لبنود المبادرة وآليتها التنفيذية بعد عودته إلى صنعاء، أصدر صالح عفواً ليس من اختصاصه على المجرمين والقتلة من أعوانه، من ارتكبوا جرائم قتل واعتداء على المعتصمين والمدنين في مختلف المدن اليمنية .
وعلى الرغم من أن عفو الرئيس – الفخري- غير قانوني وغير دستوري وينافي الشرعية الدولية، إلا أن فيه تعمداً للإساءة لليمنيين من قبل شخص الرئيس بشكل واضح .
مشكلة صالح الشخصية أنه لا يجيد قراءة ما يجري حوله بعقلية المتحري للحكمة ولو فعل ذلك لأدرك أنه أول رئيس يفصل من سلطة الرئاسة بقرار إقليمي ودولي وضده إجماع عالمي .
كنا نأمل قبل الوداع أن يثبت صالح أنه أفضل الرؤساء بالتعامل الإنساني من خلال اعتذار للشعب مثلما أثبت اليمنيون أنهم أرقى شعب عربي بثورتهم السلمية وصمودهم الاعتصامي في الميادين .
Alsfwany29@yahoo.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد