قيل أن عميد كلية الآداب -جامعة تعز- قرر الانضمام إلى الأساتذة والطلاب المعتصمين المطالبين بتغييره، ورفض كل صور المخالفات والانتهاكات والقرارات المزاجية التي تمارس داخل الكلية، وأنه انضم إلى المعتصمين، رافعاً لافتة مكتوب عليها (العميد يريد إسقاط العميد .(
فعميد الآداب أدرك أخيراً بأسلوبه الساخر أنه حول الكلية من منارة للعلوم الإنسانية إلى مدرسة ابتدائية كل همه فيها مراقبة الأساتذة في حضورهم وغيابهم وتسليط مراقب يمر على القاعات ليتأكد من ملازمة الأساتذة لقاعات الدرس، فهو يعتقد ساخراً كعادته أن النموذج الفريد للانضباط هو النموذج الذي تربينا عليه في المدارس والتي كان يمسك فيها بالصميل ونحن طلاب إذا لم نلتزم بالدوام أو تأخرنا عن الدوام، ونسي العميد أنه يدير كلية الآداب التي تعد منارة الفكر في المجتمع والحامية لقيم المجتمع والثائرة على كل الأنماط الفكرية التي تعمل على استمرارية تخلف المجتمعات ونسى أو تناسى أن وظيفة الكلية في الجامعات التي تحترم نفسها، ليس أن تشغل نفسها بالشكل ومراقبة مدى انضباط حضور الطلبة والأساتذة إلى (مدرسة الآداب)، بل وظيفتها الرئيسة أن تراقب ماذا أنتجت الأقسام فكرياً وماذا أصدرت من مجلات وحوليات علمية، وما هي الأنشطة التي أسهمت في بناء الفكر وتأهيل قيادات فكرية تسهم في نهضة المجتمع .
أدرك عميد الآداب أن قيادة (القطيع) لا تليق بكلية الآداب لأن أساتذة الكلية ليسوا قطيعاً يقودهم لميدان الشهداء لإقامة فعاليات النفاق السياسي والاجتماعي، وأن كلية الآداب ليست إقطاعية يديرها كيفما شاء وأن أساتذتها ليسوا (أقنان) لأرض الكلية وأن الانضباط الشكلي الذي كان يفاخر به رئاسة الجامعة من عقد الامتحانات قبل بقية الكليات أو إعلان نتائجها قبل الجميع ما هو إلا تعويض سلبي لإدارة فاشلة حولت الكلية من حاملة لقيم التغيير في المجتمعات إلى مدرسة تحمل قيم التركيع والسخرية، ولأن عميد كلية الآداب يدرك تماماً وضع كليته الذي يحتاج إلى تغيير قرر أن ينضم إلى المطالبين بتغييره.
وأنا هنا بدوري أنصح العميد بأن لا يفتح أذنيه لكل من لا يريد تغييراً مشرفاً له من المطبلين والمزمرين وقالعي العداد، والذين ستتضرر مصالحهم من غيابه عن العمادة، فيضطره إلى أن يبحث عن مبادرة خليجية تخرجه من مأزق العمادة، لذا أنصح العميد بالتخلي عن منصبه لينال شرف أن يظل يدعى العميد السابق للكلية .
* أمين عام أكاديميين نحو التغيير.