بعد العنف الذي شهدته تعز لا أستبعد أن يكون شعار الجمعة الجاية في هتافات ميدان التحرير في مصر: "كل ضرب النار ده ليه.. إحنا في تعز والا إيه؟!".
المبادرة أغلقت كل النوافذ أمام النظام، لكنها تركت فوهات الدبابات والمدافع مفتوحة، وهذا هو المهم.
أي شيء أشهى من الحرب حين تكون حقوق الضرب محفوظة، وحقوق المحاسبة محجوبة، وحقوق الشعب مصلوبة، والبلد مقلوبة، وتعز منطقة منكوبة، وليس أمام المتضرر إلا اللجوء إلى "الفضاء".
ووفقاً للإطار السابق يتم إزالة جميع الخنادق والمتارس المسلحة من جميع الشوارع باستثناء تلك الموجودة في تعز، إذ لا يوجد أي خطر من ورائها، فهي بضعة ثكنات أليفة ومسالمة، مدافع من شوكلاتة، ودبابات تقذف آيسكريم بالفراولة، وأطرافاً مسلحة تتبادل باقات الورود فيما بينها، وقولك ثكنات أي ثكنة والثكنة تكون ثكنة حين تطير العصافير إلى ثكناتها وتغرد وهي تنعم بالأمن والأمان.
وحرصاً منا على سلامة المواطنين، فإنه يمنع منعاً باتاً استعمال الألعاب النارية بجميع أنواعها في جميع أنحاء البلاد، باستثناء محافظة تعز، فليس عليكم من حرج من استخدام الأسلحة الوردية بجميع أنواعها للحفاظ على الحدائق والساحات وأننا إذ نقصف تعز نعلن عن تمسكنا الكامل والشامل بالمبادرة جملة وتفصيلاً من أجل ذلك حرصنا على قصف تعز قصفاً غير مبرحاً بماء الورد، حفاظاً على سلامة الأرواح والمدنيين فيها.
إني أرى ثكنات عسكرية وأطرافاً مسلحة قد توسعت في تعز وحان وقت خروجها.
تعز مثكنة بالجراح والمجتمع الدولي "ثاكن" والمعارضة "مثكينة" لا حول لها ولا قوة و"ثياثة المثكنات" لا تجدي نفعاً، جاري ضرب تعز، ويتم حالياً تنزيل ثكنات جديدة، مع عروض مجانية للقناصة فوق أسطح المنازل، والانسحاب أكبر من أن يكون تغيير زي من عسكري إلى مدني أو مد وجز تختفي فيه الأطراف المسلحة ثم تعود.
نداء إنساني عاجل:
تعز تعيش وضعاً مأساوياً، حصاراً خانقاً، وفلتاناً مريعاً، وشبه حظر تجول في ظل انعدام الاستقرار وانتشار المسلحين، زد على ذلك أنها تعاني نقصاً حاداً في مياه الشرب والغذاء والدواء وانعدام جميع أشكال الرعاية الصحية والإسعافية.
لنكن معاً يداً واحدة لإنقاذ تعز، إنقاذها إنقاذاً لليمن، ولكل شيء جميل فينا، ومن العار أن نتركها تنزف وحيدة.
ويا محبي النبي صلوا عليه