في بلاد واق الواق ترى ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر من ألوان الفساد والاستهتار والتسيب واللامسؤولية والشللية والمحسوبية.
وأن تنتشر مثل هذه النماذج في جميع مؤسسات الدولة أمر يستطيع أن يستوعبه أحد، لكن ما لا نستطيع استيعابه أن تسود مثل هذه النماذج داخل جامعاتنا، فذلك يعني حجم المسآة التي نعيشها في هذا البلد.
لأننا بدل أن نستثمر في البشر تتخذ جامعاتنا سياسة استعمار البشر، وهي سياسة غالباً ما يتقنها أصحاب السلطة في الدول المتخلفة حتى تظل على حالة تخلفها بما يخدم مصالحها.
جامعة تعز في بلاد واق الواق، نموذج حي لسياسة استعمار البشر، فبدل أن تتبنى سياسة هذه الجامعة رؤية أكاديمية وإدارية هدفها إطلاق كافة القدرات والإبداعات لعناصر العملية التعليمية من أجل قيادة عملية النهضة في المجتمع.
نجد جامعة تعز في بلاد واق الواق تظهر وكأن قيادة الجامعة تشترط على جميع المعيدين المبتعثين للدراسة في الخارج أن لا يعودوا من منحتهم إلا وقد حصلوا على شهادتين،شهادة في التخصص وشهادة بجانبها في (المشارعة) حتى تمشي إجراءاتهم في الجامعة بسهولة إلى جانب الفيتامينات المعتادة.
في جامعة تعز في بلاد واق الواق تجد المعيد يعمل "شاي وقهوة" وجالس عامل يده على خده، بينما في الجامعات التي تحترم نفسها نجده غارقاً في أبحاثه.
في جامعة تعز في بلاد واق الواق، يمكن أن تسمع رئيس الجامعة يقول، إن هذه الجامعة لا تستحق أي جائزة ولا بفلس واحد، كإشارة منه إلى سوء الأداء فيها، لكنه في نفس الوقت يوقع على قرارات وتعينات تؤدي إلى أن هذه الجامعة لا تستحق أي جائزة.
في جامعة تعز في بلاد واق الواق ممكن أن تجد الأمين العام المساعد يرمي بتوجيهات رئيس الجامعة تحت أقدامه ويرد قائلا (إذا المسألة مسألة توجيهات أنا أيضاً سأعمل توجيهات )وخاصة إذا جاءت التوجيهات غير متوافقة مع مزاجه العام.
في جامعة تعز في بلاد واق الواق، إذا اعتصم الدكتور كحق كفله له الدستور يعاقب من الترقية 6 أشهر، أما إذا طبل ونافق فليس مهماً حتى أن يدرس الطلاب، ويمكن أن يمتحنهم بلا تدريس دون مراقبة ولا مساءلة.
في جامعة تعز في بلاد واق الواق يمنع الطالب من دخول جامعته وهو يمتلك بطاقته الجامعية بينما أفراد الأمن يستعرضون حركاتهم بين القاعات الدراسية وبالأسلحة وكأن أفراد الأمن أحد مكونات وعناصر العملية التعليمية.
باختصار.. في جامعة تعز في بلاد واق الواق لا تدري هل أنت في جامعة أم في كفتيريا أم في قسم شرطة أم في إدارة الأمن أم في السوق المركزي، تعددت التحليلات والجامعة واحدة.
aolfat2002@yahoo.com
