تعاني الرياضة اليمنية منذ فترة ليست بالقصيرة من الفساد الذي نخر في عظامها بشكل واضح، وهو ما أثر على الشباب الذين يشكلون أكثر من 60% من مجموع السكان، والمصيبة أن النظام الذي يرأسه علي عبدالله صالح كان - و مازال - لا يعير أدنى اهتمام لمحاربة الفساد في هذا المجال الحيوي، لماذا؟.. حسنا.. لأنه بكل بساطة نظام في الأساس يقوم على (سياسة الإفساد) ليس في وزارة الشباب والرياضة وحسب، بل وفي كل الوزارات.

خذوا بطولة خليجي20 على سبيل المثال لا الحصر، صُرفت مليارات وليس ملايين على حدث رياضي صغير قيل من أجل بنية تحتية تخدم الشباب والرياضة مستقبلا، غير أنه في نهاية المطاف خرج القائمون على الحدث يقهقهون جرّاء انتفاخ جيوبهم مع كروشهم في آن بدلا من محاسبتهم بسبب الفساد المهول الذي شاب عملية التنظيم، فضلا عن العيوب الفاضحة في ملاعب التدريب التي لم يتم استلامها رسميا حتى الآن، وهي الملاعب ذاتها التي راحت مناقصات إنشائها إلى (الحبايب)!.

تذكروا وحسب هذه الحقيقة الصادمة للجميع: لم نجد يوما إحالة فاسدين إلى الجهات المتخصصة لمحاسبتهم، عوضا عن ذلك رأينا علي عبدالله صالح في تصرف مُستفز يُكّرم المنتخب والقائمين عليه على الرغم من أن الجماهير اليمنية طالبت بإقالة هؤلاء لأن المنتخب ومسئولية خذلوا الجماهير شر خذلان، وكان وزير الشباب والرياضة حمود عباد على ثقة من أنه لن يجرؤ أحد على محاسبته، ولذلك شاهدناه يصف من يطالبه بتقديم استقالته بـ(المعتوه)!. 

منذ تدخل السياسة في الرياضة تدهورت الأخيرة بشكل فاجع سواء على مستوى الأندية أو على مستوى الاتحادات والمنتخبات (وتحديدا بعد العام 1994م)، وصار سياسيو الحزب الحاكم (يعبثون) بالمشهد الرياضي بشكل فاضح وداسوا على الأخلاق إلى درجة انتشار عمليات البيع والشراء في ذمم الناس، حتى على مستوى التعيين في وزارة الشباب والرياضة خضع الأمر إلى (أهواء) سياسية صرفة، إذ قام الرئيس بتعيينات لا علاقة لها بمعيار الكفاءة أو حتى على صعيد الخبرة أو امتلاك القدرات المناسبة للعمل في وزارة من المفترض أن تكون ضمن الأولويات المهمة في عمل أي حكومة أو نظام.

حسنا.. هل يتذكر أحدكم على أي أساس تم تعيين حاشد الأحمر ومعمر الإرياني وحسين الشريف و(بقية الثلة) في مناصبهم بقرارات جمهورية؟!.. لمن يقرأ من اليمين إلى اليسار.. أقول: "لقد أشرتُ إلى تلك القرارات الجمهورية في حينه قبل بضعة سنوات، وليس الآن، لكن لا بأس من التذكير بذلك، خصوصا ووزير الشباب والرياضة عارف الزوكا الذي ارتضى على نفسه قيادة نادي التلال بطريقة غير شرعية، وهو في الوقت ذاته استمر يرأس ناديا آخر في محافظته شبوة، راح يتصرف قبل أيام وفق مزاجه المُخالف لقرار الرئيس بإقالة حكومة مجور قبل بضعة أشهر، فعيّن عددا من الأشخاص في عدة مناصب في وزارة الشباب والرياضة بطريقة (هزلية) فضلا عن كونها عملت على استهبال عقول الناس!.