إعلان فقدان: ظل مشروع مياه منذ ما يقارب سبعة أشهر، فعلى من وجده إيصاله إلى أقرب فرع لمؤسسة المياه أو الاتصال بالرقم الموجود في فاتورة المياه.
كنت أظن أن مؤسسة المياه اليمنية انقرضت واندثرت منذ زمن بعيد أسوة بالديناصورات، فمنازل المواطنين لم تعد تعرف شيئاً اسمه ماء المشروع، ولا ماء المكروه ولا ماء الجائز.
وكان عزاؤنا الوحيد أن لهذه المؤسسة الغريقة بقف المتبخرة في بحور العطش ماء وجه، حتى تفاجأت برسالة هاتفية مفادها: "عزيزي المواطن بادر إلى تسديد فاتورة الماء مع تحيات مؤسسة المياه".. حيا الله بمؤسسة المياه؟ وين الغيبة؟ وين سار المشروع ما حد زاد لقيه؟ أو حصل فيزا وسافر الخارج؟
لا اخفي حضرتكم أن حضرتنا كان يعتقد أن المرسل هو صاحب "الوايت".
لكن هذه الرسالة فتحت عيني على اكتشاف خطير وهو أن الماء ممكن "يروب"، بدليل أن مؤسسة المياه تطلب منا تسديد فواتير اللامياه؟!
سبحان الله، جلّ من لا يسهو، يمكن ارسلوا لنا ماء مشروع وسط قرطاس والقرطاس اشتط في الطريق فتكرع الماء؟
أو يمكن ارسلوا ماء المشروع "زبدة" أو"دهنة"، فذاب في المواسير قبل أن يصل منازلنا أو يمكن صادف مسؤول وحلف عليه يمين وروحه البيت.
أو يمكن المشروع المسكين صابته حمى الضنك، فضبح من المواسير وراح البحر.
إما أنهم قرروا خصخصة المؤسسة والمشروع أو عطششة الشعب حتى يقول :"أحد.. أحد"!!.
والعجيب أن هناك من لا يفرقوا بين المؤسسة والحنفية، فيصدروا توجيهاتهم بضخ الماء لحارات دون أخرى، في صنعاء مثلا شوارع كثيرة ماء المشروع مقاطع لها منذ أشهر مع أن الهجر يومين أو ثلاث أيام، وهناك شوارع المشروع لم ينقطع عنها ويغني لها يا زمان الوصل بالأندلس!!، فكيف يتعذرون بالديزل والكهرباء وهم يقطعون الماء على من شاءوا ويوصلونه لمن شاءوا؟ ولماذا الوساطات في عمل مؤسسة ينبغي أن يكون العدل في توزيع المياه شعارها؟.
أين ذهبتم بمائنا منذ أشهر؟ هل تبيعونه لأصحاب الوايتات والمحطات والمياه المعدنية؟ أو توردونه لقصور ومسابح المسؤولين؟ أم تعتقدون أنكم ومن تريدون وتتوسطون "بشر" وبقية المواطنين "جمال" يستطيعون أن يصبروا على العطش؟! أم ترانا في حصار كل شيء فيه مقطوع متى شئتم ومرجوع متى شئتم؟ّ!
خلق الله من الماء كل شيء حي وقلوبكم ميتة، لم تتألموا وأنتم تشاهدون آلاف السكان يطفشون وينزحون من منازلهم بسبب انقطاع الماء وارتفاع أسعار الوايتات، لأن أيديكم في الماء والكهرباء، وأيدي الشعب في الظلام والنار والظمأ.
سوق سوداء للماء وسوق سوداء للكهرباء وقلوب سوداء تعيش لنفسها والسواد الأعظم يعاني، فقراء يحملون دبات ويبحثون عن مساجد يملؤون منها أو حنفيات خيرية وآخرون بلغ بهم الفقر درجة قطع مسافات لتعبئة دبات فارغة وبيعها لأصحاب المطاعم.
عزيزي المواطن بعد أن زاد الماء على الطحين، أي شكوى من مؤسسة المياه بإمكانك أن تكتبها على صفحة الماء.
عطروا قلوبكم بالصلاة على النبي.. اللهم صلي وسلم وبارك عليه
Ghurab77@gmail.com