تعد الجامعات عقل الأمة وقائد مسيرة النهضة في أي مجتمع وهي انعكاس للأنظمة الاجتماعية والسياسية في أي مجتمع.
والناظر لواقع الجامعات اليمنية والتي منها جامعة تعز...يدرك حجم الماساة التي نعيشها وفداحة الظلم والاستهتار الذي مارسه نظام صالح في إدارة العملية التعليمية داخل الجامعات، وتكريس ثقافة التخلف التي ساعدته على البقاء طوال هذه المدة.
عندما حدثت اضطرابات في فرنسا، جمع "شارل ديجول" مستشاريه وسألهم عن حال جامعات فرنسا، فأكدوا له أنها بخير ولم تصلها يد العبث.. إطمأن "ديجول" وردد: إذاً ما زالت فرنسا
بخير.أما نظام علي صالح فيبدو أنه يسأل يومياً، كم نسبة المخالفات اليومية في الجامعات اليمنية، وكم نسبة الأساتذة الذين طالهم الإحباط واليأس وكم نسبة العبث الذي يقوم به المسؤولون من مخالفات قانونية وتعيينات غير معيارية، وقرارات مزاجية تعكس آليات نظامه التي صارت منتشرة كالسرطان في جميع وحدات المجتمع، كل يوم يسأل نظام صالح كم نسبة الطلاب الذين يخافون أساتذتهم،وكم نسبة الطلاب الذين لا يحاورون داخل القاعات وكم نسبة الطلاب الذين وصل بهم الحال إلى أن يكون كل همهم فقط في الجامعة متى يخلصوا من الجامعة ويأخذون شهاداتهم ويعلقونها في جدران منازلهم ليقال لهم طالب جامعي وبس.حريص هذا النظام على معرفة هذه النسب،لأنها تساعد كثيراً في أن يظل بخير ويظل مستشري بلا مقاومة.
فها هي جامعة تعز نموذج لعبث هذا النظام، وهاهي الامتحانات تجرى في كلية الآداب دون أن يستكمل الطلاب محاضراتهم، بل إن بعض الأساتذة يجرون امتحاناتهم للطلاب دون أن يدرسوا سوى محاضرة واحدة، كما أن هناك مواد تطبيقية ميدانية تدرس بطريقة نظرية،والمبرر أنه لا توجد ميزانية للمواد التطبيقية، والمفارقة العجيبة أنه بينما لا توجد ميزانية للتعليم، توجد ميزانيات لرفاهية نواب الجامعة من سيارات ومكافآت.
ويزداد العبث عندما تقر إدارة الكلية إجراء الامتحانات في وقت مبكر دون مراعاة لمصلحة الطلاب أو أساتذة أو وضع مدينة منكوبة،كل يوم يخرج طلابها من أجل العلم رغم أصوات الرصاص،فتكلفت لهم المواد الدراسية، بينما ما يزال هناك متسع من الوقت لنيل أكبر قدر ممكن من العملية التعليمية،حسب قرار وزير التعليم العالي الذي يقضي بانتهاء الفصل التعويضي في 22-12-2011
لماذا كل هذا ؟؟
لأن إدارة الجامعة لا هم لها سوى تقريب أصحاب المصالح، الذين لا هم لهم سوى الصراع من أجل لعبة الكراسي الجامعية والظهور السلبي أمام الكاميرات في مهرجانات النفاق السياسي والاجتماعي الذي تتقنه إدارة الجامعة.
لماذا كل هذا ؟؟لأنه لا هم لإدارة الجامعة سوى أن تصعد التقارير الأمنية لتقول لقيران والعوبلي أن سير العملية التعليمية داخل الجامعة في حالة انضباط وأن ما يحدث من فوضى واعتراضات طلاب وأساتذة هو مجرد فوضى أحزاب المعارضة، وإلا ماذا تفسرون معي تدخل العوبلي في قرار مجلس رئاسة الجامعة بتوقيف الدراسة في الفصل الماضي لما إرتأه المجلس من مصلحة للعملية التعليمية، ليكون الرد من قبل الأجهزة الأمنية هو استباحة حرمة وقدسية الجامعة ورئيسها، ماذا تقولون عندما يتدخل قيران بالاتصال لنائب رئيس الجامعة من أجل أن يقترح عليه تنفيذ مطالب أعضاء هيئة التدريس المضربين،ويحدد له ما يشاء من المطالب،حتى لا يستمر الأساتذة في حالة إضرابهم،ماذا تقولون في أجهزة الأمن التي وجهت مصفحة مسلحة إلى طلاب وأساتذة كلية الآداب،لأنهم وقفوا يعتصمون مطالبين بتدريسهم واستكمال أنصبتهم القانونية من المحاضرات.
كل هذا فضلاً عن التعيينات التي تأتي عبر وساطات الوزراء وأبناء الوزراء ومن سار على نهجهم ممن ينتمون لحزب علي صالح، ولنا مع عبث جامعة تعز وقفات أخرى.
*أمين عام تجمع أكاديميون نحو التغيير