مازلت استغرب، بل وأتعجب بما تسلكه بعض الأندية اليمنية من (استعدادات) وجلب لاعبين للموسم الكروي الجديد الذي يدخل هذه الأيام بتوتر الأوضاع واضطرابها في اليمن، وبعض الأندية تسلك طريق جديد في التجديد والتعاقد من لاعبين محليين وآخرين، بينما الأجانب يرفضون رفضا قاطعا أن يأتوا ويحضروا لليمن لأنهم يعرفون الوضع ويلمسونه أفضل من بعض (المكابرين) في الأندية اليمنية حين يكابر أن الدنيا بخير والجو ربيع والوضع بديع!.. وفي نفسه يرى ذلك، لكنه (فوقه) وفي جواه يشاهد الغيوم ملبدة.. والحال بالعافية يمشي.. وأن الحاصل غير ما يشوفه (بنظارته الشمسية) التي توضح له عكس الطبيعة، فيصدقها ويمشي معها، ليصدم في الأخير بما هو أفظع!.
المشكلة أيضا أن كثيرا من الجماهير اليمنية صاروا يتكلمون عن موسم جديد ودوري قادم بأنه (قادم من المجهول!)، وهم مصدقون.. وبعضهم ليس مستوعبين الموضوع، لكنهم يريدون أن يعرفوا كيف سوف يمشي؟.. وعلى أي أساس سوف يقام الدوري وفي أي ملعب سوف يلعب؟!.. وكيف ستتنقل الفرق مع الجماهير؟!.. وهل بإمكانهم الحضور كبقية الدوريات الأخر أم أن هذه المرة الدوري اليمني سيكون مشفر وحصري على قناة (سبأ)؟!.
الدوري اليمني صحيح هو (الأغرب) من بين جيرانه في المنطقة، وهو الدوري الأطول أيضا والأكثر صخبا وضجيجا في عدد الاضطرابات..والمشاكل.. والتجاوزات التي تحدث فيه، فكل موسم يزداد إلى الأسوأ، وهذا الموسم زادت علته بمصيره المجهول وتخبطه (ببدء وعدم بدء)، حتى ظل خبر انطلاق الدوري من عدمه معلق ومسدود.. مسدود يا ولدي!، فدورينا يا سادة مع الأخذ بالعقل والمنطق في (الباي.. بـاي) يعني لن ينطلق ولا سوف يبدأ مادام الوضع لم ينحل.. والتوتر.. مازال قائم وكل يوم نتطور إلى ما هو أخطر، فالوضع لا يسمح حتى لو راهن اتحاد الكرة وكابر (فأتحداه) أن يستمر ويلعب أسبوع ولو بنصف (الآلية) والانتظام الذي كان يعمل بها فيكل موسم!.
ولو فرضنا أن قرارا سياسيا أصدر وإيعاز إلى مبنى اتحاد الكرة مثلما كل مرة.. وطبق.. وأقر الدوري.. وبدأ فهنا سوف يقع الاتحاد في شر أعماله، وسوف يحصد حرجا كبيرا لم يعتاده طول فترته، بل إن الفشل الكبير سوف يلحقه ويظفر فيه، جراء ذلك ولن يشارك إلا أندية لا تتجاوز نصف أصابع اليد الواحدة.. والجميع يعرف تلك الأندية وسوف (يبوء) الاتحاد بخسارة لم يعتادها، ومن ثم (يتضح) القناع وينكشف أكثر!.. بمواقف هذا الاتحاد أمام العالم، وليس شعبه فقط!، لأنها ستكون بمثابة محرقة وانتحار يجازف بالرياضيين من أجل.. (جلدة منفوخة)!.
فهنا أقولها وباختصار دورينا هذا الموسم صعب أن يقام وتلعب مباريات في الملاعب، حيث إن الواقع هو من يفرض نفسه، وليس سطوري وعباراتي حين استخدمها وأوظفها كيفما أريد وبما أشاء، (لا) فهذه حقيقة يغفلها كثير من الجماهير وأيضا الرياضيين حين يراهنوا على انطلاق الموسم القادم،و كأنهم (عائشون) في بلاد غير اليمن.. ويسكن في أرض غير اليمن!.
أنا هنا أتمنى استئناف الدوري أفضل من الذي عهدناه، ولا أنا مع عدم استئناف الدوري، فعدم استئناف الدوري صحيح هي مشكلة وخسارة كبيرة للساحرة المجنونة في بلادي، ولكن الخسارة الأكبر.. والأفدح، هو أن يستمر في ظل وضع مشحون.. ومتوترة.. ومسلح.. كهذا الوضع، وأية (حماقة مرتكبة) ستحول هذا الدوري إلى (مأتم) وبلمح البصر.. والله يجنبنا ذلك.. ويبعدنا عنه.. ويجنب وطننا السوء.. وبلاء.. وشرور.. هذا وسيظل نبض قلبي يمانيا.
عباد الجرادي
الدوري اليمني في الباي.. باي!! 2629