نصف هذا البلد "أمي" والجنة تحت أقدام الأمهات، ومع ذلك فهو يعيش في جحيم!.
شعب بأكمله يتساءل في صمت رهيب وظلام مطبق: ماذا يحصل الآن؟ وإلى أين؟.
الكل يلعبون دور المتفرج فيما يتعلق بقوته وخدماته الأساسية طعام وماء وكهرباء وعمل، فأي ردة فعل تتوقعونها ممن لا تهتمون به ولا بمعاناته؟ هل تنتظرون منه أن يأكل بعضه بعضاً؟.
البلوى التي اشتدت به ألجمته الشكوى، فلم يعد يشكي وفوض أمره لله، بعد أن اتسع الخرق على الراقع وضاع حقه وسط صراع لم تحسم فيه معاناته فلا هو حي ولا هو ميت، إنه خارج كل الحسابات، وموجود في كل الشعارات، جامعات معطلة ومدارس شبه مغلقة وكهرباء مدمرة وحال واقفة وحروب مشتعلة في كل مكان.
إحدى الأمهات العجائز قالت بالحرف الواحد: (هذا موت بطيء للشعب أكتب لهم يا ولدي "حرام ما تفعلوه بهذا الشعب إذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وأريحوا الذبيحة").
إحدى الزوجات حنقت من زوجها، لأنه تأخر في الذهاب لتلقيح طفله ضد شلل الأطفال، فقال لها: "البلاد كلها مشلولة وبحاجة إلى لقاح".
أدق وصف لأغلبية هذا الشعب هو أنه أشبه ما يكون بمتفرج على مباراة مصارعة في الظلام والحلبة لم تعد محصورة بحبال ومساحة مربعة، بل توسعت شيئاً فشيئاَ لتشمل أرض الجمهور المتفرج والعجيب أن كل الضربات التي يتبادلها الملاكمون تأتي في وجه الشعب، فالستة عشر جولة خلصت والأشواط الإضافية خلصت والمباراة لم تخلص والنتيجة هي التعادل السلبي، كل ما زاد هو عدد الكدمات واللكمات التي يتعرض لها الشعب ويبدو والله أعلم أن الفائز هو من يضرب الشعب بالضربة القاضية.
مع مرور الوقت تزداد معاناة هذا الشعب وتتكاثر جراحه وتتكاثف همومه وغمومه، فالظروف التي واجهها ويواجهها لو حدثت في أي بلد لأكل بعضه بعضاً ولحدث من الاقتتال والتناحر ما لا يخطر على بال.
الأيام حبلى لا ندري ما تلد، وثقتنا أن لله حكمة فيما يجري وأن الله أرحم بهذا الشعب
وحده الله يعرف حجم الألم الذي نعاني منه، لقلوبنا دموع لا يراها سواه، وللأمور خفايا لا يدركها غيره، وهو بصير بالعباد.
أيها الشعب الأرق قلباً والألين فؤاداً استعن بالله ولا تعجز ليرزقك فرحة ما بعدها حزن وسعادة ما بعدها شقاء ورزقاً ما بعده حاجة ويحقق أمانيك بالخروج من المأزق الذي تعيشه.
"رب إني قد مسنِي الضر وأَنت أَرحم الراحِمِين".
وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد
ويا محبي النبي صلوا عليه
Ghurab77@gimil.com