لماذا لا تمتلك وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية قدرا كافيا من الشجاعة الأدبية للاعتذار عن المشاركة في الدورة العربية التي ستقام مطلع الشهر القادم في العاصمة القطرية الدوحة؟!.. ويقرنون هذا الاعتذار بالسبب الحقيقي للاعتذار، وهو الموقف السياسي للدوحة من الأزمة السياسية الحالية في اليمن.. لا أتصور أن أحدا من المتابعين للشأن الرياضي اليمني قد انطلى عليه التبرير المسبق لقرار الانسحاب الذي اتخذ في وقت سابق بالبحث عن أسباب ومعطيات أخرى تبعدهم عن الحرج الناجم عن فشلهم في إعداد المنتخبات اليمنية للمشاركات الخارجية، فالإعداد السيئ والنتائج الهزيلة هي سمة كل المشاركات اليمنية الخارجية إذا ما الجديد هذه المرة في الدورة العربية؟!!.
تابعت مثل هذا التبرير المسبق لأحد الصحف الرسمية التي وصفت الألعاب المرشحة للمشاركة وعددها عشرة بأنها في وضعية صعبة للغاية، وتفتقر لمقومات النجاح والظهور المطلوب أمام منتخبات تتفوق عليها من حيث الجوانب الفنية والإمكانات المختلفة.. وتساءلت هذه الصحيفة لماذا ندفع بنجوم الوطن إلى محرقة الإخفاق والفشل الذريع؟!.
حقيقة أتمنى أن يصحو مثل هذا الضمير الحي مع كل المشاركات التي تسيء لسمعة الرياضة اليمنية والشباب اليمني، وأن يمنع أي رياضي يمني من مغادرة مطار صنعاء ما لم يتوافر له الإعداد الجيد والتهيئة الفنية المناسبة، لكن الحقيقة هذه المرة أن الاعتذار سياسي وإن الخوف من المشاركة السلبية هو آخر حسابات الوزارة والاتحادات الرياضية تعودنا أن نتعامل مع كل البطولات التي نشارك فيها خارجيا، وأن المستوى والنتائج هي آخر سلم اهتمامنا بدليل عدم اكتراثنا بالوقت، فالدورة العربية كان موعدها ليس مفاجئا أو صادما لنا بدليل الإقرار في وقت سابق بمشاركة عشرة ألعاب إثر اجتماع لمجلس إدارة اللجنة الأولمبية لكن ثمة من يدير الرياضة اليمنية، وهو يستمع لأغنية كوكب الشرق (فات الميعاد).
من حق أية دولة أن تعتذر عن المشاركة في أية بطولة سواء كان بسبب رياضي أم سياسي.. فهذا قرار يخصها، وهي من تتحمل عواقبه، لكن الشيء الممقوت أن لا يكون هناك شجاعة أدبية لهذا الاعتذار، ويحمل الموضوع بالخوف من المرمطة الفنية مع أننا متعودين - دائما - على المرمطة على رأي النجم عادل أمام (متعودة ديما)!!.. يمكن أن تكذب، لكن أن تصدق كذبك فهذه هي المشكلة!!.