في كثير من الأحيان نمارس نقدا لاذعا تجاه اتحاد الكرة لكني أتصور أن جزءً كبيرا من مشكلة الكرة اليمنية يكمن في الأندية، وليس في الاتحاد (المهترئ)، فهذه الأندية تبصم بأصابعها وأرجلها على كل قرارات الاتحاد الخاطئة والارتجالية، وتصوت بملء إرادتها عند اختيار مجلس إدارة الاتحاد في الانتخابات، ومن هنا فإن هذه الأندية تتحمل جزءً كبيرا مما وصلت إليه الكرة اليمنية من تراجع في تصنيف (الفيفا) الذي وصل مؤخرا إلى المركز (149).
لا أجد مبررا واحدا لهذا الخنوع والخضوع الذي تعيشه الفرق، وهي صاحبة الكلمة الأولى على اعتبار أنها الجمعية العمومية لاتحاد الكرة، فالاتحاد مثلا يعيش حالة فراغ إداري بعد استقالة نائبيه فتحي هائل وجمال حمدي، وانشغال طلال بن حيدرة في حضرموت بمسئوليات عمله في السلطة المحلية، لكن الأندية لم تفكر حتى في المطالبة بإجراء انتخابات تكميلية أو إسقاط شرعية هذا الاتحاد الذي دخل في معارك جانبية مع الفرق والجماهير بدلا عمل شراكة حقيقة معها لتطوير الكرة اليمنية.
قبل أيام خرج من مبنى الجراف الخالي من أعضائه تصريح صحفي يؤكد بأن الموسم الجديد سوف ينطلق في منتصف شهر نوفمبر القادم مع ذلك التزمت كل الأندية الصمت، وكأن الأمر لا يعنيها بالرغم من أن معظم الأندية مغلقة أبوابها بسبب تداعيات الأزمة السياسية التي تمر بها البلد وتصفيات الثانية مازالت قائمة، فكيف يمكن للموسم الجديد أن ينطلق من دون راحة إيجابية للفرق خاصة الفرق التي صعدت لتوها لدوري الأضواء؟!، وكيف يمكن لموسم جديد أن ينطلق من دون تقييم للموسم الماضي؟!.
في حقيقة الأمر أن رئيس الاتحاد أحمد العيسي كان ذكيا حينما استمال بالمال أو بمرافقة المنتخبات عدد الأشخاص المؤثرين في أندية الأولى أو الثانية للقضاء على أية صوت احتجاجي يبدر تجاه قرارات الاتحاد الخاطئة، لكن على المدى الطويل أضر نفسه بعدم سماع الرأي الآخر لمعالجة الإشكالات والأخطاء التي وقع فيها الاتحاد، فحصد مسابقات متواضعة وتاريخ غير لائق لرجل أحب كرة القدم على طريقة ومن الحب ما قتل.
ختاما أجد في موقف نادي الصقر في قول كلمة لا موقفا شجاعا وقويا بالرغم من توابعه لكني كنت أتمنى أن يكون موقف النائب فتحي عبدالواسع أكثر وضوحا وقوة شفافية خاصة وأن الرجل في غنى عن مال العيسي وسفرياته، لكن الرجل فضل صمت أبو الهول.. قالوا يا فرعون من فرعنك قال ما لقيت من يردني!!
