عودة صالح الغامضة والاضطرارية في اليوم المقررفيه التوقيع على المبادرة الخليجية من قبل نائب الرئيس، افشل عملية التوقيع وأرجاها إلى أجل غير مسمى .
وكل البوادر تشير إلى أن الهدف الرئيس من عودة صالح هو إعاقة عبدربه منصور هادي من ممارسة مهامه الدستورية بل وإزاحته من موقعه الرسمي وربما إزاحته من الحياة نهائياً ـ لا قدر الله.
فإذا كانت الضغوطات الإقليمية والدولية قد أجبرت صالح على تفويض نائبه بالتوقيع على المبادرة وتنفيذ اجرات نقل السلطة بطرق سلمية، فانه قد استبق التوقيع بعودته المخيبة للآمال .
هذا هو صالح الذي عرفناه رئيساً على مدى ثلاثة عقود ونيف .
رجل لا يجيد سوى المرواغة ولا يتقن غير التملص من التزاماته الخارجية والتلاعب بواجباته الداخلية .
وبغض النظر عن تصريحاته وخطاباته الميتة، إلا أن عودته المباغته لا تخلو من نوايا تدميرية للبلد ورغبات انتقامية من اليمنيين جميعاً ـ مناصريه ومناوئيه على حد سوى ـ وعلى رأسهم نائبه الرجل الصبور والوقور الذي حظى بتأيد الثوار ونال ثقة المجتمع الدولي والإقليمي في دول مجلس التعاون الخليجي .
عبده ربه منصور هو الرجل المؤهل دستورياً لممارسة مهام الرئيس في نقل السلطة سلمياً وإعادة ترتيب البيت اليمني من الداخل وفق أهداف الثورة وجهود المهتمين والمعنيين في دول الجوار والعالم.
لكن التسريبات الأمنية التي نشرتها بعض الصحف المرتبطة بأجهزة صالح بعد عودته عن النائب، تبين أن صالح يسعى حالياً للتخلص من نائبه، فالرجل لا يستطيع أن يتقبل وجود شخص يقدم أداء رسمي ورئاسي أفضل منه بكثير، خصوصاً أن يكون من الحزب الحاكم، صالح همه الأول والأخير أن يسد كل آفاق ومنافذ الحلول السلمية .
لكن ما يريده صالح الآن لم يعد مهماً بالنسبة لنا والمهم هل هو مازال قادراً على فعل بعض ما يريد ؟ وما هو موقف دول الجوار وإدارة اوباما على وجه التحديد منه، خصوصا بعد أن خيب أمالهم بعودته ونسف كل جهودهم متباهياً بتذاكيه المفرط على الكل .
أما اليمن ستبقى وستزدهر حتماً بعد صالح والثورة باقية في الساحات والثوار ماضون بصمودهم الأسطوري لتحقيق أهداف ثورتهم وعودة صالح لم تزيدهم إلا تحريضاً على النصر وإصراراً على الصمود .
أما أفراد وقيادات الجيش المؤيد للثورة فقد تعزز موقفهم أكثر وأكسبتهم عودة صالح تأييداً شعبياً اكبر كونهم برهنوا على التزامهم بمبدأ الثورة في النضال السلمي رغم الاعتداءات الإجرامية والاستفزازات الهمجية التي تعرضت لها قوات الفرقة الأولى مدرع خلال الأيام القليلة الماضية، لكن قيادتها العسكرية تحلت بحكمة سياسية غير متوقعة ولم تنجر إلى مربعات العنف والمواجهات العسكرية على هامش الثورة، ناهيك عن محاولة اغتيال وزير الدفاع والعميد الركن عبد الله علي عليوة ابرز قادة الجيش المؤيد للثورة.
مازال صالح وبقايا نظامه يتوهمون أن بمقدورهم تمييع الثورة بالعنف الأهلي واختزال الرفض الشعبي بمواجهات عسكرية طويلة الأمد بين قوات الحرس الجمهوري وقوات الفرقة مدرع .
أما عودة صالح إلى صنعاء قبل طلوع الفجر بسرية تامة وتنكر مريب فيكفي منها العظة والعبرة إنها عودة مهينة لا تختلف تماماً في نتائجها العامة عن عودة أي مغترب يمني تم ترحيله قسراً من أراضي المملكة إما لسبب سحب نظام الكفالة عنه أو لأنه مقيم غير شرعي في بلاد الحرمين، انه جزاء من جنس العمل .
Alsfwany29@yahoo.com
فيصل الصفواني
عبدربه.. هدف صالح الراهن 1636