ما الذي يريده النظام من الوطن وهو يعمد الى التلكؤ والتسويف في تنفيذ المبادرة الخليجية؟ ما الذي لديه من بدائل للخروج من واقع لم يعد بمقدوره أن يكون فيه؟ ولماذا يفوت على نفسه فرصة تاريخية لم يجدها أي نظام عربي كما هي له؟ ويسعى إلى تجاوزها ليقع في مستوى لا يحسد عليه؟ ولماذا النظام لا يفقه معنى الثورة في كتاب الوطن؟ ولا يلقي ببصره على التاريخ ليتعظ ويعرف جيدا أنه لم يحدث في تاريخ الشعوب أن انتصر فرد على وطن؟ لماذا يظل معلقا مترددا في التوقيع ويختار الوعر المعقد لنفسه؟ أي فهم التبس عليه وهو يجاهد من أجل الخروج بعدمية من واقع يلفظه ولا يريده حاكما؟ لماذا الوعي لديه متدن أمام فرصة تاريخية لخروج مشرف بضمانات دولية واحتفاظ بكامل ما حصل عليه من ثروات بعرق جبينه طبعا؟هل مازال يعتقد أنه قادر على التوريث؟ فلماذا ساحات التغيير والملايين يرفضون النظام جملة وتفصيلا إن لم يكن التوريث؟ وكيف لا يصدق المشاهد الملايينية في ساحات الوطن ويصدق جلاوزته ونخاسيه ان كل شيء على ما يرام؟ الواقع ان هذا النظام وصل في تدني الرؤية الى مستوى يجعل معه المتابع يعجز عن التصديق انه يمتلك القدرة على الحسابات السياسية أو حتى المراوغة فكل يوم يمر يخسر أكثر وسيصل بنفسه إلى مرحلة الهزيمة الشاملة ليفتقد حينها كل امتيازات الخروج المشرف وينال جزاءه ألأوفر من العدالة، وكأن هذا النظام الذي لم يعد بمقدوره التفكير أين تكمن مصالحه الذاتية قد تعرض لتدمير شامل في خلاياه العقلية حتى وقع في هذا الاحباط ورغب النكد على نفسه والوطن. ولم يدرك أنه بات من المستحيل أن تعود الملايين الى البيوت ويظل حاكما بعد ثمانية أشهر من الصبر وتلحُّف السماء وافتراش الارض بتصميم عجيب وأن هذه الملايين تعرضت لأقسى أنواع العقوبات والنظام مارس بالطول والعرض الجريمة الممنهجة قتل، تشريد، تدمير، حصار، نجويع، ازمات كهرباء ومحروقات.. الخ كل ذلك جعله نظام غير مرغوب وجوده تحت أي ذريعة فما قام به من جرائم ترقى إلى مستوى جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب، تجعل الساحات الملايينيه أشد إصرارا وعزما وقوة في إزالة نظام غشوم يمارس النازية ضد شعب ويعبث بمقدرات وطن.. إذان فالأولى لهذا النظام أن يقرأ الواقع جيدا ويفقه القادم الخطير عليه ويعزم على شد الرحال بخروج مشرف قبل ان يجد نفسه في موقع لا يحسدعليه.. فهل يعي هذا جيدا.. إننا ننتظر.
المحرر السياسي
خيارات الرئيس 8348