برنامج حواري ترجمة/ أخبار اليوم
المذيع رينيه مونتني: المعارضة في اليمن تتهم الرئيس اليمني بقتل المتظاهرين لكنه الآن بعيد المنال، فهو يتلقى العلاج في السعودية من جروح تعرض لها عندما تم قصف دار الرئاسة خلال احتجاجات واسعة ضد الحكومة. والسؤال المطروح الآن هو ما ينتظر هذا البلد الفقير المحادد للسعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم.
مراسلنا كيلي مكفرز يقدم لنا هذا التقرير من اليمن.
مكفرز: اسأل أي يمني عن مستقل هذا البلد الفقير فيقول إن هناك خيارين الآن: التسوية أو الحرب. دعونا نبدأ مع الخيار الأول. التسوية هو ما يعمل من أجله منذ عدة شهور كلا من جماعات المعارضة والسياسيون والدبلوماسيون ودول الجوار وحتى الأمم المتحدة. يقول المعارض محمد أبو لحوم إن الفكرة تركز على أنه بعد استمرار المظاهرات لفترة طويلة ووفاة مئات المتظاهرين، فإن الوقت قد حان لأن يتنحى الرئيس علي عبد الله صالح.
أبو لحوم: سينقل صالح السلطة إلى نائبه. وسيكون هناك على الأرجح فترة انتقالية لمدة عام، خلالها سيتم وضع مسودة لدستور جديد. وبعد ذلك سيتم إجراء انتخابات جديدة ورئيس جديد وبرلمان جديد.
مكفرز: المشكلة أن هذا الخيار قد تم صده ثلاث مرات. في كل مرة كان صالح يعد بتوقيع الاتفاق، لكنه في كل مرة يتراجع عن وعده. الهدف حتى الآن هو إقناع صالح بالعودة إلى اليمن ونقل السلطة رسميا لنائبه، الذي يدير شؤون البلاد خلال الشهرين الماضيين، والموافقة على إجراء انتخابات جديدة في الأشهر المقبلة.
النقطة الرئيسية في هذا الاتفاق هو ضمان حصول صالح على الحصانة من الملاحقة القضائية وألا يحدث له مثل ما حدث للدكتاتور المصري المخلوع حسني مبارك. هذا المقترح أغضب المتظاهرين الذين لا يزالوا يحتشدون كل ليلة في ساحة التغيير.
خالد الآنسي قيادي بارز في حركة الاحتجاج ويعيش ضمن مئات الخيام في الساحة. يقول الآنسي إنه من العار على المجتمع الدولي أن يعد بتوفير الحصانة لصالح.
الآنسي: إنه قتل الكثير من المتظاهرين وهم يمنحوه عفوا عن كل هذه الجرائم. إن ذلك ضد القيم الأمريكية والأوروبية. إنهم يعرفون إنه قتل ناس أبرياء.
مكفرز: حتى لو وافق بعض المتظاهرين في نهاية المطاف على منح صالح الحصانة كوسيلة لخلعه من السلطة، فليس هناك ضمانات بأن صالح نفسه سيوقع على الاتفاق الحالي. وهو ما يقودنا إلى الخيار الثاني: الحرب. حتى قبل الأزمة، كانت اليمن ساحة لصراعات انفصالية ومعارك قبلية وتنامي لوجود تنظيم القاعدة. وعلى قمة هذه القائمة البلاد الآن أصبح مقسم. فإما أن تكون مع صالح أو ضده. وفي حين أن المتظاهرين قد تعهدوا بالبقاء على سلمية احتجاجاتهم، فإن آخرين يعارضون صالح قد حملوا السلاح ضد القوات الموالية للرئيس.
يقول محمد أبو لحوم إن نظام صالح يثير هذا العنف كوسيلة للبقاء في السلطة
أبو لحوم: بالنسبة لأولئك المتهورون أو أولئك الذين يشعرون بأنهم سيخسرون مصالحهم، العنف هو وسيلتهم الوحيدة. فبدون الفوضى وبدون الحرب وبدون مشاكل، فإنهم سيخسرون كل شيء.
مكفرز: إحدى المعارك الكبيرة المتواصلة تحدث الآن في شمال العاصمة صنعاء. إحدى القبائل التي تعارض صالح دخلت في قتال ضد قوات الحرس الجمهوري، وهي جزء من الجيش اليمني لكنها تحضى بتدريب وتجهيز جيد ويسيطر عليها نجل صالح. في مطلع هذا الأسبوع هددت هذه القبيلة بالسيطرة على مطار صنعاء إذا لم توقف القوات الحكومية هجماتها.
مكفرز: في تجمع لشخصيات معارضة الذين جلسوا يناقشون ويفاوضون بينما هو يمضغون أوراق القات، سألت أحد مشايخ تلك القبيلة عما إذا كان تهديدهم هو مجرد كلمات أو إنه تهديد حقيقي.
فقال: في الحرب كل شيء ممكن.
ناشيونال ببلك راديو
الحرب أو التسوية، ما هي الخطوة التالية في اليمن؟ 1856