شبوة المحافظة المصنفة ضمن المحافظات النائية المتوسطة للجسد اليمني،فهي ذات التاريخ الثقافي والحضاري والنضالي العريق، كانت ضمن أول المحافظات اليمنية الملتحقة بركب الثورة الشبابية السلمية التي انطلقت شرارتها الأولى في شهر فبراير من عامنا الجاري.
ويعود سبب التحاق محافظة شبوة السريع بركب الثورة المطالبة برحيل النظام الحاكم إلى كرهها للنظام وظلمه وفساده بحق أبناء هذا الوطن، فقد ظلت شبوة مخلصة لهذا الوطن ووحدته، التي وقفت عن بكرة أبيها مع الشرعية إبان حرب 94 م. ووقف أبناؤها في الخطوط الأولى لجيش الشرعية الذي واجه على مدى أكثر من 70 يوماً المؤامرة ضد الوحدة وأستشهد العشرات منهم في تلك المعارك الطاحنة، ناهيك عن مواقف شبوة وأبنائها في مراحل النضال السابقة، ورغم ذلك ظل أبناؤها من مسئولين ومعارضين ومثقفين وعوام يشعرون بالمرارة من انعدام رد الجميل لمحافظتهم واستمرار تهميشها وعدم الاهتمام بها أسوة بمحافظات أخرى لا تمثل شيئا بالنسبة لشبوة من نواحي عدة منها تاريخية واقتصادية وجغرافية.
فقد حرمت شبوة من الكثير من المشاريع الحيوية، حيث يتذكر أبناء شبوة إن رئيس الجمهورية وعلى مدى 21 عاما زار محافظتهم وبالتحديد عاصمتها عتق ثلاث مرات فقط ولم يبلغ إجمالي الساعات التي قضاها فيها خلال الزيارات الثلاث أربع ساعات فقط، بالإضافة إلى تصنيفها من قبل رأس النظام شخصيا كمحافظة إرهابية عندما وضعها في مثلث الشر بمعية محافظتي مأرب والجوف.
ومن أهم وابرز الأسباب التي زرعت غصة في قلوب أبناء شبوة يتمثل في تعمد النظام وكبار القوم من زرع الفتنة والفرقة بين قبائلها عبر تغذية ظاهرة الثأر القبلي والإسهام بقدر كبير في توسعة رقعته وإيصال وباء الثأر القاتل إلى أكثر من 50 % من مناطق وقبائل المحافظة . ويتذكر السواد الأعظم من الشبوانيين دعم الدولة أطراف النزاع القبلي في شبوة بالمال والسلاح وتوفير الحماية الأمنية، الشيء الذي أطال عمر بعض قضايا الثأر إلى تعدي العشرين عاماً ، فكل تلك الأسباب مجتمعة وما خفي منها أعظم وعملت على رسوخ الشعور بالكراهية لنظام علي عبد الله صالح ودفعتهم بالالتحاق المبكر بركب الثورة الشبابية من خلال مشاركة المئات منهم في ساحات الاعتصام في صنعاء وعدن وتعز والحديدة والمكلا والبيضاء، إضافة إلى إقامة مخيمين للاعتصام في عاصمة المحافظة، هما مخيم الكرامة ومخيم ائتلاف شباب التغيير، ناهيك عن مخيمات أخرى في عواصم بعض المديريات كميفعه وبيحان . وإنشاء كيان شبابي ثوري في المحافظة باسم حركة الشباب الثائر الذي بلغ عدد الأعضاء المنضوين فيها إلى أكثر من (990)عضوا، حيث لعبت تلك المكونات الشبابية الثورية دوراً كبيراً في نشر الوعي الثوري في أوساط أبناء شبوة وإقامة المسيرات والمظاهرات والندوات السياسية وغيرها من الفعاليات التي لا يكاد يوما واحد من أيام الثورة يخلو منها .
وهكذا بدأت الثورة في شبوة واستمرت ومازالت ثورية حتى النصر القريب بإذن الله تعالى .
أحمد بوصالح
شبوة وركب الثورة 2326