لا أدري إلى متى يستمر الأستاذ/ عبده الجندي ـ نائب وزير الإعلام ـ في أكاذيبه وترهاته ومحاولاته الماراثونية في تزييف الحقائق والوقائع في أحاديثه وتصريحاته الصحفية التي تطالعنا وتلاحقنا عبر عدد من القنوات الإخبارية الفضائية بشكل "مقاولات" وطوال اليوم ليل ونهار.
ولعل الكثير ممن يتابعون الجندي يدركون تماماً الجذب وزيف ما يقوله الجندي، ولعلي هنا أرى أن الجندي قام ويقوم بنفس الدور والمهمة التي قام بها وزير الإعلام العراقي السابق/ محمد سعيد الصحاف أبان الغزو الأميركي للعراق في مارس 2003م طبعاً مع اختلاف كبير وجوهري بين رسالة ومهة الصحاف ورسالة مهمة الجندي.. فالصحاف استطاع أن يؤدي رسالة إعلامية بارزة وأثارت الإعجاب وبثت شيئاً من المعنوية والحماسة للشعب العراقي والشعوب العربية، رغم أن الجيوش الغازية كانت تقدم وتقترب من أسوار بغداد في ظل اشكالية مؤلمة وقاسية لجيش حاول الصحاف أن يظهره كجيش أسطوري لا يقهر.
والكثير تابع تصريحات وأحاديث الصحاف التي ماتزال عالقة في الأذهان؟!.
عمنا عبده الجندي يحاول أن يؤدي نفس الدور وبرسالة إعلامية يحاول من خلالها أن يؤكد بأن النظام ما يزال قوياً ومتماسكاً "إن تعز تعيش حياة هادئة وطبيعية و..و..و.. وغير ذلك من أكاذيب وزيف ما قاله ويقوله العم عبده؟! في أحد لمقايل وبينما كنا جالسين نتابع أحدى النشرات الإخبارية فما كان من أحد الحاضرين في المقيل إلا أن أخذ الريموت كنترول وغير القناة وحين سأله أحد الجالسين عن سبب تصرفه هذا قال: "أفضل متابعة توم وجيري على أن أجلس استمع للجندي".
في خضم ما ذكرناه نقول للجندي ولأي شخص آخر على شاكلة الجندي: آن الأوان لتغيير الخطاب الإعلامي ليتناسب مع الواقع المعاش والمشهد السياسي الحالي، نريد خطاباً إعلامياً مسؤولاً لا خطاباً إعلامياً مضللاً ومتخبطاً ومغالطاً لأبناء الشعب اليمني الذي يعيش كثير منهم في دوامة ما هو موجود وما هو قادم.
الإعلام رسالة هادفة وهامة ويجب على هذه الرسالة أن تضطلع بمهامها ومسؤولياتها وواجباتها الوطنية.. أما أن يظل الإعلام الرسمي ما بين تأكيد على عودة الرئيس صالح وما بين الحديث عن رص الصفوف لمواجهة المتآمرين على الشرعية الدستورية وغير ذلك.
فهذه كارثة ورب العالمين في ظل الظروف والأوضاع التي يعيشها الوطن.. نريد إعلاماً تصالحياً بعيداً عن الكذب.. صالح غادر السلطة ويرى كثير من المتابعين والسياسيين أنه لن يعود إلى السلطة.. إفهموا يا من لازلتم واهمين.. اليمن بدأ مرحلة جديدة، فهل نظل ويظل أبناء اليمن بين التشكيكات والتأويلات والاحتمالات والهدرة الفاضية التي لا تهش ولا تنش؟! هذه الكلام موجه للجندي ومن حذا حذوه.. وإلى لقاء آخر أن شاء الله.
نايف زين اليافعي
إلى متى يا عم عبده؟! 2281