نعم سيندم الرئيس، وسيبكي على ثلاثة عقود منذ توليه الحكم الجبري في اليمن والذي لم يقدم فيه لليمن -أرضاً وإنساناً- إلا التجهيل والإفقار المنظم والثارات القبلية, وسيندم عندما يجني تلك الثمار التي زرعها, فماذا سيقول عندما يستعرض تلك الأحداث التي مارسها مع شعبه طيلة حكمه؟ حتما سيقول: يا ليتني كنت شجرة تعضد، ماذا سيقول عندما تعرض عليه تلك الأعمال بقبحها وقتامتها وسوئها وقد كان من قبل يستحسنها ويتباهى بها أمام الشعب في وسائل الإعلام؟ ماذا سيقول عن الكذب الذي كان يسوقه لشعبه والوعود التي كان يبنيها خيالاً والانجازات الوهمية التي يتغنى بها في كل عيد؟ وماذا سيقول عن الدماء الزكية التي أراقها حفاظا على القصر الرئاسي والحزب الحاكم؟ وماذا سيقول عن غالية "الأعرج" التي احرقها بلاطجته بالنار حتى الموت وهي آمنة مطمئنة عائدة إلى بيتها؟ وبأي وجه سيقابل الله على تلك الجريمة الشنعاء؟ وماذا سيقول عندما تعرض له سيادة الوطن المنتهكة والأراضي اليمنية الغالية التي أصبحت في عهده مستباحة تحت مسمى وهمي اسمه القاعدة؟ ماذا سيقول للنساء والأطفال الذين قتلتهم الطائرات الأمريكية في أبين وشبوة ومآرب وصعدة وغيرها من مدن اليمن؟ وبأي عذر سيجيب عن الوعود التي قطعها على نفسه بالتوقيع على المبادرة الخليجية؟
ولكن الأدهى والأمر إذا عاش بعد سقوط نظامه ورأى ذلك الشعب الأبي الذي جعله في نظر العالم متخلفاً همجياً لا يجيد إلا القتل, شعباً عظيماً ويراه قد أبهر العالم بنظامه وتآخيه بسلمه وعزته وبكل قيمه التي كان صالح يخفيها عن العالم طيلة حكمه؟
حينها لا نستطيع أن نتوقع ماذا سيفعل وماذا سيقول وبأي لغة سيصرخ بأي لفظ سيسب نفسه ونظامه وبأي دمع سيغسل مهجته التي شربت دماء الشعب وأكلت ثرواته؟ وبأي أداة سينتحر عندما يرى الشعب قد حقق انجازات عظيمة في فترة وجيزة, لم يكن هو عاجزاً عن تحقيقها، ولكنها لم تكن رسالته البناء وتحقيق الانجازات للوطن، بل كانت رسالته تحقيق الانجازات الشخصية.
حينها سيتيقن أن التاريخ ليس له إلا صفحتان لا ثالث لهما صفحة بيضاء تزينها اسطر النور، لا يموت أصحابها ولا تدفن مآثرهم يعيشون بعد رحيلهم من الدنيا ينابيع تنهل الأجيال بعد الأجيال وتتسابق إلى الانتماء إليها والفخر بها , وصفحة سوداء قاتمة مكتوبة بحبر اسود (ظلمات بعضها فوق بعض) لا يستطيع قراءتها إلا القليل ممن ينتمون إليها ولا يفخر بها إلا الظالمون!.
سلام سالم أبوجاهل
عندما يندم الرئيس 2274