;
د. محمد عبدالله الحاوري
د. محمد عبدالله الحاوري

إلى قادة الخليج 2074

2011-05-14 03:05:56


إن فشل الدبلوماسية الخليجية أمر مخجل، فأنتم تستعدوون الشعب اليمني بالوقوف مع الجلاد ضد الضحية، وما أروعكم وأنتم تحضرون أجر الصلاة في ميدان السبعين تاركين مكة والمدينة ـ القدس لن نتحدث عنها لأسباب تعرفونها أكثر مني ـ فأصبح ميدان السبعين مزاراً خليجياً يصطف فيه رجالكم بجوار النظام ولا يأبهون بجرائم القتل التي ترتكب طوال الوقت، ويلتفون حول الجاني ولا يلتفتون إلى المجني عليه، ويلتقطون صورهم مع المعتدي ولا يتقون الله في المعتدى عليه، هذا وهم حضروا للصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر، فهذا منكر، الذين حضروا معه يبتسمون له ويشجعونه على القتل وشهيته مفتوحة لذلك، هذا وهم في ميدان الصلاة الذي شدوا إليه الرحال من بلاد بعيدة، فكيف بهم في غير الصلاة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
إن فشلكم في مبادرتكم إرضاء لنظام صالح ـ أستحي أن أقول تزلفا إليه ـ يعني فشل الدبلوماسية الخليجية ليس مع اليمن وحدها ولكن في كل المحافل الدولية ستكون هذه المبادرة عقدة سياسية تواجهكم في كل تدخل دولي للخليج، لأنها تحكم عليكم مسبقا بالفشل، وتغيير المواقف لحساب النظام، وتبديلها لحساب طرف على طرف، وتفقدكم مصداقية الوسيط المحايد، فهل سألتم أنفسكم هذا السؤال: وماذا بعد الفشل في اليمن؟ عجبا كيف أكل صالح عقولكم، هلا تذكرتم إنه لن يثق أحد في مبادراتكم لاحقا، وأن مبادراتكم ستكون معطوبة من الداخل؛ لأنها تغير جلدها ليرضى النظام عنها، ولا تبالي بالمقتول الذي يقتله النظام أو تلتف لها شعرة خجلا من جريمة القتل، وهو ما لا يرضي أحدا. وما أظنكم ـ وهذا الظن فيكم ـ ترضون القتل وقد جئتم ـ فيما يظهر لنا ـ لكفه، ولا تقبلون بالعدوان وقد قدمتم مبادرتكم ـ كما نأمل ـ لإزالته، ولكن وسوسة علي صالح وأزلامه أنستكم فتذكروا فإن الله يقول: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ} (201) سورة الأعراف
فهل بقي لهم بريق من أمل تحملهم على فعل الصواب، أم بقية من تقوى لله تجعلهم يتحملون واجبهم الشرعي والديني والإنساني والأخلاقي والتاريخي، فيقفون مع الحق، وينصرون المظلوم ضد الظالم، ويعلنون براءتهم من القتل والقاتلين فإن الله سريع الحساب، {فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ} (52) سورة المائدة.
 يا أهل الحرمين شرفكم الله تعالى بسدانة البيت وخدمة الحرمين، فهلا تأملتم الكعبة وهي تقول لكم: إن هدمي أهون عند الله من قتل امرئ مسلم، فهلا سمعتم مقالتها، ويا أرباب الخليج بعمومكم اتقوا الله الذي يقدر عليكم، فإن استضعفتم الشعب اليمني اليوم ولم تلتفوا إلى واجبكم الشرعي والأخلاقي نحوه، فتذكروا قدرة الله عليكم اليوم وغدا ويوم الدين، دماء اليمنيين تسيل وأرواحهم تزهق وحرماتهم تستباح فما صنعتم تجاه إخوانكم في الدين والجوار {فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} (44) سورة غافر.
تذكروا أنكم محاسبون أمام الله وأمام التاريخ وأمام الشعب اليمني عن كل قطرة دم سفكت وعن كل نفس أزهقت منذ تقدمتم بمبادرتكم التي تعطي صالح ونظامه وقتا ليستمتع بالقتل، ومتسعاً للجريمة، الجرحى يئنون وما فكرتم في نقلهم إلى مستشفياتكم وأنتم تعلمون أنهم جرحوا وأصيبوا في ظل مماطلة النظام للتوقيع، والقتلى وأهليهم وذويهم قتلوا تحت مظلة وقت المبادرة الخليجية، إن معكم أبناء ـ أسأل الله أن يمتعكم بهم ويمتعهم بكم في غاية الخير والرفاه، فهل تذكركم صور ضحايا النظام بأبنائكم، هل ترضون أن تلقوا الله تعالى بمثل هذا الموقف، تنظرون النظام يقتل ولا تظنوا أنكم ستفلتون من الله، فإنكم تقدرون على منع القتل فماذا تنتظرون؟ بالله عليكم ماذا تنتظرون؟
أيها القادة لكم أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "المؤمن مرآة أخيه والمؤمن أخو المؤمن يكف عليه ضيعته ويحوطه من ورائه" فتأملوا قوله ويحوطه من ورائه، وأنتم بالخيار في كل ما تصنعوه، وتأملوا قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " ما من امرىء يخذل امرءا مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته وما من امرىء ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في مواطن يحب نصرته".

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد