أخي الرئيس نقدر فعلاً شعورك الجميل تجاه هذا الشعب العظيم الذي يرزح منذ ثلاثة عقود تحت الظلم والفساد والمرض والمحسوبية والجهل، وزد عليها الفلتان الأمني المريع.. نقدر شعورك تجاه بلد يدعى من قبل العالم أفقر بلد في الوطن العربي، حيث نسبة الفقر تزيد عن "65" في المائة، أما نسبة الـ"40" في المائة التي تحدثك عنها الحكومة فهي نسبة من يعيشون تحت مستوى خط الفقر بمعنى أنهم مسحوقون على الآخر ويعيشون كأسر مكونة من عديد أفراد بأقل من دولارين في اليوم.
أخي الرئيس أقدر فعلاً حماسك وعاطفتك التي قادتك إلى أن تقول أنك ستفتدي هذا الشعب، الذي نسبة بطالته تزيد عن "47" في المائة ومعظم أطفالهم لا يحصلون على الرعاية الصحية "اللازمة" وأقول اللازمة أي الضرورية كي لا يموتون، ستفتدي شعباً جميع أبنائه لا يحصلون على حقهم الطبيعي في التعليم، والعيش الكريم، وأستثني هنا أبناء الذوات الذين تعرفهم جيداً، أقدر لك هذه المشاعر الجياشة تجاه شعب حاله عرفته من خلال سالف السطور ولم تفعل له شيء لتنتشله من وضعه الأكثر بؤسا على عقود..
من هذه المعطيات الواقعة كيف لي أن أصدق مشاعرك الجميلة -ولن أعتبرها كذبة أبريل- وأنت ضحيت بشعب ووطن بأكمله من أجل وزير أو ممسؤول نهب حقوقنا وثروتنا كشعب، كيف لي أن أصدق أنك ستفدي هذا الشعب بدمك وبروحك ـ الغالية طبعاً ـ وأنت تفضل ثلة من الفاسدين على الشعب المقهور الذي يذرف يومياً دموع أوجاعه وجوعه ومرضه قطرات دم.
أخي الرئيس أريدك أن تجلس مع نفسك قليلاً وتراجع حساباتك بصدق دون مغالطة ـ كما تفعل الحكومة معك ومعنا ـ وتسُاءل نفسك كثير أسئلة كم وزير منذ توليك للحكم تم محاسبته على الجرم والفساد والنهب الذي ارتكبه بحق هذا الشعب والوطن.
أنى لي أن أصدق هذا الخطاب كمواطن وشاب يمني وأنت ترفض محاكمة كبار الفاسدين وتدافع عنهم من خلال عدم إحالة ما يصلك من ملفات وقضايا فساد عظام يشيب لها الوالدان وليس آخرها صفقة الغاز التي حرمت من خيرها أجيالاً من اليمنيين بسبب فساد يعشعش في نظامك.. اسأل نفسك كم من اليمنيين يموتون في المستشفيات بسبب الأمراض وعدم تلقيهم العلاج في دولة لم تستطع على مدى ثلاثة عقود أن توفر لشعبها مستشفى محترماً يعرف معنى الآدمية وكم هي الروح غالية.
أخي الرئيس سل نفسك كيف ستفتدي شعبك بروحك ودمك وأنت لم تستطع أن تفتديه ببطانتك السيئة السمعة رغم النصح الذي يقدم لك بعيدا عما ينشر ويذاع ويعرفه العامة؟ سل نفسك كيف لك أن تفتدي هذا الشعب الفقير بأغلى شيء لديك ـ إن كانت روحك أغلى من الكرسي وفقا لسكيولوجية الناس أغنياء أو فقراء مثل شعبك ـ وأنت لم تضحِ بأحد أقاربك حتى ككبش فداء و تحدث نفسك ولو من قبيل امتصاص جزء من السخط العارم؟!.
أخي الرئيس الشباب قد خرج إلى الشارع ـ وهذه معلومة أكيدة وليست كذبة أبريل كما تحاول بطانتك وفاسدوك أن يصوروا لك بأنهم قلة.. خرج وكله أمل وقناعة أنه لن يعود إلى مرقده إلا وقد حقق مطلبه، فهل لك أن تثبت لنا كشباب بأننا نستحق أن تضحي بالكرسي من أجلنا لا أن تتخلى عن روحك الغالية.. وإن كنت تقصد أن مؤيديك هم الشعب ودونهم ليسوا سوى كتل وضعت في ساحات الحرية والكرامة والتغيير كي "ينصع" عليها القناصة من "الغاضبين والمنزعجين"، كتل خرجت كي تكون عرضة لهراوات وحجار ورصاص البلاطجة..
فأقول لك ثق أن مؤيديك وإلى جوارهم كثر من خارج دائرة التأييد سيحتشدون أيضاً أكثر مما هم عليه اليوم ويهتفون باسم القائد الرمز الذي غلَب مصلحة الوطن والشعب على فتنة البقاء في كرسي الحكم لأشهر قطعاً أنها ستنتهي سلمت بذلك أو لم تسلم به.
إبراهيم مجاهد
لا نريد روحك الغالية!! 3320