نسمع في نشرات الأخبار المحلية وكذا نقرأ في الصحف الرسمية عن مسيرات مؤيدة للمبادرة التي أطلقها الرئيس ونسمع أن الكل أيد وبارك هذه الخطوة الهامة، هناك مثل شعبي يقول "إذا كان المتكلم ....... لابد أن يكون المستمع بعقله".
إذا كان الكل أيد وبارك هذه الخطوة وإذا كان هناك الملايين والملايين من مؤيدي الرئيس، فلماذا الخوف إذن؟، لماذا يسعى الحزب لتفريق المعتصمين؟، لماذا وجدت تلك الحواجز التي تحال دون وصول الشرفاء للانضمام إلى ساحات التغيير؟، لماذا تتم المحاولة تلو المحاولة لإبادة من هم في ساحة التغيير؟.
إذا كان الحزب الحاكم واثقاً كل الثقة بأن الشعب يريد الرئيس/ علي عبدالله صالح حسبما يتم التصريح به وأن الشعب هو من انتخب الرئيس بصناديق الاقتراع؟، لماذا يتم قمع الاعتصامات والاحتجاجات السلمية في كل محافظات الجمهورية!.
اسمحوا لي أن أجيب على هذا السؤال لأن الاعتصامات يوماً عن يوم تتسع رقعتها ويوم بعد يوم ينضم لها الآلاف وعشرات الآلاف من مختلف محافظات الجمهورية وهذا الأمر أربك سلطة الحزب الحاكم، فعلى الرغم من استخدام كافة الوسائل القمعية من ضرب بالعصي وقتل، إلا أن أعداد المعتصمين لم تنقص، بل ازداد عدد المنضمين إلى ساحة التغيير في كل محافظات الجمهورية.
وإذا كان الحزب الحاكم متأكد من أن الكل يؤيد مبادرة الرئيس ويؤيدها، فلماذا لا نرى مسيرات تأييد في كل محافظات الجمهورية طبعاً باستثناء العاصمة صنعاء وبعض المحافظات مثل "عمران، إب"، التي تشهد مسيرات مؤيدة للرئيس؟!.
وأيضاً سمعت في نشرة الأخبار أنه تم إجراء تغيير وزاري، ففرحت وقلت أخيراً سيتم اقتلاع جذور الفساد والمفسدين، ولكن كما يقولون "يا فرحة ما تمت خذها الغراب وطار"، لأن التغيير الذي تحدثوا عنه لم يحدث إطلاقاً، فوزير الشباب عاد مجدداً إلى وزارة الأوقاف الذي كان وزيراً لها في عام 2003م وحتى 2007م وهو أيضاً عضو اللجنة الاستراتيجية العربية للكشافة العرب.
ونائب رئيس اللجنة الأولمبية وكان أيضاً وزيراً للدولة لشؤون مجلسي النواب والشورى عذراً قبل أن يعين وزيراً للأوقاف كان وكيلاً في وزارة الشباب والرياضة.
أما وزير الشباب الجديد فقد كان نائباً لرئيس المؤتمر بشبوة ثم رئيساً للمؤتمر الشعبي العام وعين وكيلاً في محافظة إب ثم محافظاً لمحافظة مأرب وبعد ذلك رئيساً لدائرة الشباب والطلاب في الأمانة للمؤتمر ورئيس لمجلس التنسيق المشترك لأندية عدن– لحج- أبين "فعاليات خليجي20" وقبل أن يعين وزيراً وأثناء قيادته لحملة العنف والاعتداءات على من في ساحة التغيير كان يشغل منصب المدير التنفيذي للهيئة الوطنية للتوعية بأخطار العنف والتطرف والإرهاب.
هل رأيتم بأم أعينكم كيف تتم عملية التغيير في بلادنا؟ تخيلوا كم المناصب الذي تقلدها هذان الوزيران وكأن البلاد خلت من شبابها ومن رجالها الأكفاء القادرون على تسيير الأعمال والقادرون على النهوض باليمن والدفع به إلى الأمام نحو التقدم، عموماً وزير الأوقاف كان ولازال محسوباً من ضمن القائمة الشاملة للمقربين والمتنفذين من الحزب الحاكم، أما وزير الشباب والرياضة الحالي فقد تمت مكافأته على أعماله البطولية، التي قام بها مؤخراً.
وهذا الأمر يقودنا إلى حقيقة مفادها أن الوظائف ذات المناصب العليا تعطي للمقربين وأبناء المسؤولين والمتنفذين، لا أقول كلامي هذا اعتباطاً أو جزافاً وإنما لدي ما يؤكد صحته ولأني هنا لست بصدد التشهير وإنما بصدد التعريف والتوضيح للأمر، سوف أذكر لكم المناصب التي يشغلونها:-
"وزير النقل – هيئة تنمية المناطق الشرقية – الهيئة العامة للاستثمار- وزير الأشغال- وكيل وزارة المغتربين- وكيل وزارة الإدارة المحلية- وكيل محافظة مأرب- مدير عام الثروة السمكية بالحديدة- وكيل محافظة ريمة- نائب مدير عام شركة النفط اليمنية- وكيل مساعد وزارة الخارجية".
وغيرهم كثيرون وما ذكرت إلا القليل منهم، حتى يتأكد القارئ الكريم من صحة المعلومات التي تقدم إليه.
وسمعت أيضاً خبراً في الإذاعة عن تعرض شرطة دار سعد للتخريب من قبل مواطنين، أوضح الخبر أن هذه سابقة خطيرة وتعد الأولى من نوعها وتعهدت وزارة الداخلية بملاحقة الفاعلين وتقديمهم للعدالة واعتبروا تلك الحادثة من الجرائم التي لا تسقط بالتقادم.
أولاً أنا ضد التخريب والفوضى وما حدث في دار سعد لم يحدث إلا كردة فعل بعد أن تم إطلاق الرصاص الحي وسقط من سقط من الشهداء، فالغضب كان السبب الرئيسي وراء ما حدث.. وهذا الأمر يبدو طبيعياً في مثل تلك الظروف.
ولكن الأمر الذي يبدو غير طبيعي في الخبر هو التعهد بملاحقة الفاعلين وتقديمهم للعدالة واعتبار تلك الحادثة من الجرائم التي لا تسقط بالتقادم، هل لاحظت عزيز القارئ أن ما هو للدولة لا يسقط بالتقادم وما هو للمواطن يسقط بالتقادم!!، فالأعمال القمعية واستخدام القنابل السامة وعملية قتل الأبرياء والعزل من المعتصمين لم تعتبرها وزارة الداخلية من الجرائم التي لا تسقط بالتقادم ولم يتعهد أي مسؤول بملاحقة القتلة والبلاطجة ممن اعتدوا على المعتصمين!.
وأخيراً لسنا ضد من يخرج مؤيداً لمبادرة الرئيس ولست معترضة على ما يكتب وإنما كنت أفضل أن يتم التحدث عن وقف الاعتداءات ضد المعتصمين، كون ما يحدث يعد خرقاً لمواثيق الأمم المتحدة والمنظمات المدنية ويعد انتهاكاً سافراً لتلك المواثيق التي كانت أحد أهداف الثورة اليمنية.
??
كروان عبد الهادي الشرجبي
التغييرات الوزارية بهيكل جديد 2726