الشاعر اليمني/ عبد العزيز الزراعي ـ يتوج بلقب أمير الشعراء كأفضل شاعر عربي في المسابقة التي اختتمت الأسبوع الماضي في إمارة أبوظبي الإماراتية، وقبل فترة وجيزة توج فنان اليمن الشاب/ فؤاد عبدالواحد كنجم الخليج الأول خلال المسابقة التي أقيمت في لبنان وتم نقلها على قناة دبي الإماراتية وقبلها بفترة ليست طويلة فاز الطفل اليمني الشاعر/ فتحي الأضرعي بجائزة شاعر المليون للأطفال والتي أيضا أقيمت في إمارة أبو ظبي وقبلها فاز المنشد اليمني/ عمار العزكي في منشد الشارقة وأيضاً المسابقة العالمية للقرآن الكريم في دبي والتي فاز في نسختها الأولى وغير ذلك من المواهب والتي لا تعد ولا تحصى في جميع المجالات سواء الثقافية أو العلمية أو العملية والتي يكتض بها الشارع اليمني من أقصاه إلى أقصاه.
فشباب اليمن الدارسون في الخارج يتفوقون على نظرائهم علميا أو عمليا ولهم اتجاهات ونجاحات وامتيازات لا حصر لها ولا مثيل فنجدهم دائما وأبدا يبدعون عندما تأتيهم فرصة أو جزء من فرصة في الإبداع سواء هنا أو هناك ,فلماذا نجد هذه المواهب تطفو على السطح عندما يشاركون في الخارج في حين أنهم لا محل لهم في الإعراب عندما يتعلق الأمر بمواهبهم واكتشافها في الداخل!!، لماذا ظهرت هذه الإبداعات والمواهب عندما تزورنا لجنة مستقلة للتنقيب عن هذه الإبداعات وتدرجها ضمن مسابقاتها في حين أنها لم تكن مذكورة من قبل؟! وهل مثلا لم تتواجد هذه اللجنة وهذه المسابقة وقبل ذا وذاك عامل الحظ أو الصدفة الذي أوقعت هذه الموهبة بين يدي هذا البرنامج، هل كان سيكون حال هذه الموهبة كحالها الآن أم أنها ستندثر وتتلاشى كما اندثرت وتلاشت مئات وآلاف المواهب التي لم تكتشف على الإطلاق .
صدقوني أن الأرض التي أخرجت هذه المواهب وأصبحت في طليعة المتنافسين والفائزين بجل الجوائز التي تقدم من خلال هذه البرامج التي تهدف لاكتشافهم قادرة على إنجاب مواهب أكثر وأرقى وأقوى في جل المجالات الأخرى لو توفر لها فقط عامل الدعم بكل معانية من دعم سياسي ومالي واجتماعي , قادرة على إنجاب إدارات عاملة وتوجيهية وتخطيطية وإقتصادية تدير شؤون البلاد والعباد , قادرة على إنجاب علماء ومخترعين ومكتشفين, قادرة على إنجاب مالم تستطع أن تنجبه كل دول العالم في هذا المجال لو توفر أيضا عامل المساواة والعدالة وتلاشى عامل الوساطة والمحسوبية.
فأسباب اختفاء وتلاشي هذه المواهب وغيرها هي الظلم أو عدم العدالة من وساطة ومحسوبية والتي تنخر جميع أجهزة الدولة العامة والخاصة من الرأس حتى أخمص القدمين وعشوائية التخطيط وتصريف الأعمال ووضع الرجل المناسب في مكان غير مناسب أو وضع رجل غير مناسب في مكان غير مناسب تحت مظلة الوساطة والمحسوبية التافهة القاتلة للمواهب,فعندما تتخرج مثلا دفعة جامعية في تخصص ما فالمعروف أنها تحتوي أوائل للدفعة وهؤلاء الأوائل مبدعون ولهم الأولوية في المناصب العملية والعلمية لأنهم مناسبون لهذه الأعمال غير أن هذه مختفية في وطننا الحبيب فالمكان لا يتربع عليه إلا من كان أبوه فلان الفلاني أو عائلته تنتمي لهذا الفلان وبكل يسر وسهولة يتم تجنيد هذا الإنسان مهما كانت درجة كفائتة حتى لو تم وصفها بالبلادة ففي بلادي كل شيء جائز , ومن ثم تجري الأمور، أما المبدعون ذوي المواهب والكفاءات فحالهم إما متنقلين بين وزارة ووزارة ومن مكتب إلى مكتب ومن جهة إلى أخرى في رحلة تنقل تستمر ما بين "5" حتى "15" سنة لكي يحصلوا على درجة وظيفية فتأتي الدرجة وقد عفى الدهر عن هذا وعن فكره ونال من طموحه وإبداعه ما نال وسحق كل طاقاته الإبداعية وبمجرد ما أن يمسك بعمله حتى ولو لم يكن مناسباً له من حيث المؤهل والإبداع ولكنه ماكاد يحصل على وظيفية يقتات بها ما تبقى من حياته حتى يوافيه الأجل.
ولعل متابعتي لبرنامج آخر الأسبوع الذي ينقل مباشرة على قناة اليمن الرسمية التابعة للحكومة جعلت قلبي يتفطر حزنا وغيضا على حكومتنا وسياساتها عندما أردفت أحد الكوادر اليمنية والتي كانت ذات يوم الأولى على دفعتها في الجامعة قائلة كنت أذهب إلى الجامعة لأعطي دروسا للطلاب (متطوعة ) وكانت والدتي تنتظر على باب رئيس الجامعة أو محافظ المحافظة متى تستطيع مقابلته لتحصل منه على توقيع إعتماد وظيفتي في وصف يفطر القلب حزنا وكمدا على حالنا في هذا البلد الطيب أرضة الخبيث مسؤوليه، فعندما تنهمر الوظائف وبغزارة على ابن أو بنت مسؤول في حين أن صاحب الكفاءة والموهبة والعلم يستخدم والدته أو والده ليخيموا باب الوزارة أو الإدارة أو المحافظة شهوراً عدة لكي يتنازل هذا أو ذاك لإعطاء حق لصاحب الحق في قتل واغتيال وإجرام واضح في حق هذه المواهب والقدرات والكفاءات، سببها الوساطة والمحسوبية.
فاليمن رغم أنها تحتوي كل هذه المواهب ولكنها تحتوي على مجرمي حرب المواهب والاغتيالات أشد وأنكى من الاغتيالات السياسية بدءاً من رأس الهرم من وزراء وأعيان وإنتهاءا بمشايخ القبائل والمناطق, فكم يدعو للأسف والحسرة والتقزز والقلق والضيق عندما تجد مديرا لجهة أو مسئولا لجهة أخرى أو صاحب مركز وظيفي هنا أو هناك وهو لا يعرف كوعه من بوعة ولا داعي لضرب الأمثلة لأنني أملك منها الكثير وسأنشرها تباعا وتباعا ولكن في مواقع أخرى في حين أن المواهب والكوادر والعقول مابين التغريب في أرض الوطن أو الهجرة الخارجية والسبب إدارة يمنية استندت منذ الأزل على عامل الوساطة والمحسوبية ولم تستند على عامل الكفاءة والأولوية ويالها من عار على جبين صناع القرار في أرض الحكمة والإيمان ولعل الشارع هذه الفترة يحكي لنا جميعا أسباب خروج الطلاب والمتعلمين والمثقفين والأطباء ودكاترة الجامعات إلى الشارع حنقاً وغيظاً على الحاكم وتوابعه والسبب؟؟ لا تعليق أكثر!.
YUSEF_ALHADREE@HOTMAIL.COM
يوسف الحاضري
المواهب اليمنية تكتسح العرب وتتلاشى في اليمن 2697