شهد يوما الخميس والجمعة الماضيين أحداث مؤسفة ومصادمات دامية في صنعاء وعدن وتعز بين متظاهرين مطالبين بالتغيير ومؤيدين للنظام، سقط على إثرها قتلى وجرحى وسالت الدماء اليمنية في مظهر مؤسف ومحزن غابت عنه الحكمة اليمانية وحضرت بدلاً منها التصرفات اللامسؤولة.
نحن مع المتظاهرين الذين يعبرون عن آرائهم ومواقفهم بالطرق السلمية وبما يكفله القانون والدستور ونحن ضد ا لتخريب والأعمال اللامسؤولة والتصرفات المتهورة والغير محسوبة.. نحن ضد البلطجة وقمع المتظاهرات وكذا نحن ضد حماقات عدد من رموز الحزب الحاكم الذين مللنا منهم ومن تصرفاتهم الغبية البعيدة كل البعد عن أي حس وطني مسؤول..
إلى كل أبناء اليمن؟!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها".. وأمام ما يشهده اليمن وتشهده تحديداً محافظات صنعاء وتعز وعدن نقول بأن على أبناء اليمن أن يحذروا من الفتنة التي حذرنا منها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في خطبة "حجة الوداع" عن حرمة دم المسلم على المسلم وكذا ماله وعرضه.. وهنا نحن نناشد وندعو أبناء اليمن إلى عدم التهور وإذكاء نار الفتنة التي وأن شنت لن تبق ولن تذر.. صحيح هناك مظالم وهناك مفاسد وهناك حاجة لأبناء اليمن الذين يقع أكثر من أربعين في المائة منهم تحت خط الفقر.. ولكن كل هذا لا يجعل أبناء اليمن ينقسمون إلى صفين وأكثر ويشتبكون بالعصي ويتقاذفون بينهم البين بالحجارة وربما يتطور الأمر إلى أكثر من هذا في ظل الواقع اليمني الذي يعرف بأنه واقع يميزه السلاح وانتشاره في مختلف محافظات ومديريات اليمن، خصوصاً بين صفوف القبائل التي وأن انقسمت إلى صفين مؤيدين للحاكم معارضين في ظل الأحداث الجارية والمتصاعدة.. ستحدث كارثة كبرى وهذا ما لا نأمله وندعو الله أن يلطف باليمن وأهله.
الرئيس ولحظة وطنية وتاريخية.
أمام كل هذا تظل هناك لحظة وطنية وتاريخية لفخامة الأخ/ الرئيس علي عبدالله صالح ـ رئيس الجمهورية ـ لاتخاذ ما يجب اتخاذه حقناً لدماء اليمنيين وصوناً لوحدتهم الوطنية وتوجهاً لحل كل مشاكل المواطنين وامتصاص غضب المتظاهرين الذين لم تخرجهم إلى الشوارع دعوات حزبية أو سياسية، بل مظالم حقيقة وتطلعات إلى إصلاح ما أكل عليه الدهر وشرب في يمن الحكمة والإيمان.. وبكل تأكيد نحن نثمن ونقدر توجيهات فخامة الأخ/ الرئيس الذي أعلن عن عدم ترشحه لفترة رئاسية جديدة وعدم توريث الحكم أو تمديد الرئاسة وغيرها من الأمور والتوجيهات الأخرى وأن كان من شيء نأمله ويأمله أبناء الوطن، فهناك آمال إلى أمور أخرى كتخلي فخامة الأخ الرئيس عن منصب رئيس المؤتمر الشعبي وإصلاحات عامة وإقصاء أقاربه عن المناصب العسكرية العليا وإقالة الحكومة الحالية وتشكيل حكومة وحدة وطنية وإصدار قرار رئاسي صارم وملزم بمحاربة الفساد والفاسدين وتغيير شامل لكل من يستحق التغيير، إضافة إلى دعوة للحوار الوطني لا تشترك فيه الأحزاب والتنظيمات السياسية فحسب.. بل حوار شامل وموسع، إضافة إلى توجه إلى إصلاحات جادة وحقيقة في شتى نواحي الحياة فالمصلحة الوطنية فوق كل المصالح.
الوطن ليس ملكاً للحاكم والمشترك بل هو ملكاً لأبناء هذا الشعب العظيم الذي يتوق إلى غد جميل ومستقبل نبهي فيه العزة والكرامة والحياة الكريمة.. هي رسائل نرسلها وندعو إلى عدم الانجرار إلى الفتنة من خلالها.. ونحن على ثقة بأن هناك حلول ومعالجات تتم ولن تتأخر لأن في تأخرها أو عدم العمل بها مخاطر وأحداث وفتن تلوح في الأفق وإلى لقاء آخر إن شاء الله.