بعد نجاح الثورة التونسية , والتي أبهرت العالم , لأنها ثورة سلمية, ثورة شعبية، ثورة جاءت من عمق الشارع التونسي , غير مسيسة ولا مسيرة، ثورة بناء لا ثورة هدم كان فيها الشعب يداً واحدة, جمعتهم المطالب والحقوق المنهوبة ولم تفرقهم العصبية الحزبية.
ومن نار تونس الخضراء أوقدت الشعوب العربية وحتى الغير عربية شعلة الحرية , شعلة الثورة ضد الظلم والاستبداد وسعد الجميع بما حدث , وظنوا أن ذلك سيكون درساً لكل الحكام العرب، كما يقول المثل " اضرب سعد يفهم مسعود"، كما أن ما حدث اسعد المعارضات وشجعها وكان بمثابة مشروب الطاقة لها وسارعت الشعوب والمعارضات إلى الدعوة لتعميم التونسة في بلدانهم.
سبق بها عكاشة:
ومثلما احرق البوعزيزي نفسه , تسابق الكثير من الشباب إلى تقليد هذا العمل المرفوض دينياً وإنسانياً.
وأقول لهم سبق بها عكاشة, فما فعله البوعزيزي كان فعلا لا إرادياً تحت ظروف نفسية قاهرة أفقدته الصواب ولم يكن تقليدا.
أما أن تحرق نفسك بحثاً عن مصالح , أو بحثاً عن الشهرة والأضواء , أو هروباً من مشاكل الحياة فذلك فعل مرفوض , وستكون ممن خسر الدنيا والآخرة, ولن يبارك الله تعالى بثورة كان أساسها معصية ، فقتل النفس التي حرم الله تعالى من اكبر الذنوب التي تدخل صاحبها النار.
"وإذا كان كل واحد عنده مشكلة با يخرج للشارع يحرق نفسه من الأفضل أن نحرق البلد بكلها..
فمن ذا الذي لا يعاني من مشكلة ما.. "وبعدين يا جماعة حتى في الاحتجاج والموت نقلد ولا نبدع ونبتكر , كل حياتنا تقليد, إذا واحد اشترى دباب الكل يسارع إلى تقليده, واحد فتح محل اتصالات الكل يفتح مثله".
واحد حرق نفسه وإحنا نحرق أنفسنا بعده, على الأقل اخترعوا حاجة جديدة, خليكم مبدعين".
أم الدنيا يتيمة:
وهاهي الأحداث تتسارع في أم الدنيا , , والأمور لا تطمئن وتسير في منحدر خطير وربما ما حدث فيها سيكون له نتائج عكسية على عزيمة الشعوب المتطلعة للحرية حين ترى الهرج والمرج , والفوضى والتخريب الذي عم البلاد في غياب تام للحكومة والمسئولين والعقلاء فكانت كما يقول المثل :( لا أما ولا ابا العب بنفسي عجبا).
ولا ندري أين ذهب المسئولون , أين الرئيس الذي غاب ولم يظهر إلا في النهاية, كما يظهر البوليس في الأفلام , أين الحكومة , بل أين العقلاء ، أين الدعاة والمشائخ والشخصيات الشعبية المحبوبة، هل فروا , هل اختبؤا , هل استسلموا , لماذا كل هذا الصمت؟؟
تخريب , سرقة, نهب , فوضى , شغب ,حرائق ، ما يحدث في مصر لا يتمناه أي شخص غيور يحب وطنه ، واكرر قولي وندائي للعقلاء والحكماء وأصحاب الرأي في مصر الحبيبة أين انتم ؟
كما أسجل تحيتي للداعية مصطفى حسني والداعية معز مسعود اللذين وجها رسالة للشعب المصري وطالبوه بضبط النفس والحفاظ على البلاد وعدم التعرض للممتلكات العامة والخاصة والتعبير عن رائيهم بالطريقة السلمية.
ليست سلمية:
وأعجب ممن يقول أن ما حدث في مصر مظاهرات سلمية, كيف تكون سلمية وهم يعتدون على الممتلكات العامة , وينهبون البنوك , ويرشقون الأمن بالحجارة, ويحرقون مراكز الشرطة.
يا سادة.. يا كرام العنف لا بد أن يواجه بالعنف سواء كان العنف شعبي أم حكومي, فليس من المعقول ان يعتدوا على رجال الأمن ويقف الأمن موقف المتفرج "أو يلقي ظهره لهم كما نقول باليمني" لابد أن نقول كلمة الحق كان للشعب أو عليه".
الثورة التونسية قامت ولم يحرق كرسي واحد , ولم يكسر قفل أو تقلع شجرة ولا أنسى هنا أن أشيد بموقف رجال الأمن اليمني من المظاهرات السلمية والحضارية للسلطة والمعارضة على السواء.
وأسلوب المعارضة والسلطة المبهر الذي اثبت للعالم كله أننا أول من عرف الديمقراطية وسنها , واننا كما قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم : " الإيمان يمان والحكمة يمانيه".
أمريكا الحيطة المايلة:
في أحداث تونس ومصر وقبلها العراق أثبتت أمريكا والغرب أنهم "ما لهمش صاحب" من العرب والمسلمين
وان صاحبهم الوحيد هو مصالحهم وليت باقي الحكام الذين يراهنون على صداقتهم وعلاقتهم الجيدة وتبعيتهم لأمريكا يدركون أن أمريكا حيطة مايلة "لا يركنوش عليها".
وبيني بينكم ما دريت كيف اصف موقف الولايات المتحدة الأمريكية من الأوضاع والحكام العرب هل هي "نذله" تتخلى عن حلفائها وشركائها أم أنها "حقانيه" ولا تجامل وتقول الحق ولو على شركائها.
المهم ما يجب أن تعلمه الحكومات العربية أن النصر من عند الله وليس من عند أمريكا , ومن ركن إلى غير الله تعالى سلطه الله عليه.
و أقول للزعماء " اللي ما عمل شر ما يرى شر" مهما ظاهرت عليه المعارضة ا و تخلت عنه أمريكا
واللي عمل شر ما تنفعه جنده , ولو كل العالم جنده
مع تحياتي أنا أحلام القبيلي
alkabily@hotmail.com
??
أحلام القبيلي
أم الدنيا يتيمة 2990