;
محمد علي المقري
محمد علي المقري

لماذا لا توجد رقابة على الصيدليات؟ 2712

2011-01-26 02:13:27


ذات مرة ذهب أحد أصدقائي لشراء علاج لأخته المريضة من إحدى الصيدليات، فاشتراه بـ"4200" ريال، وأتى إلى عندي شاكياً باكياً من غلاء سعر الدواء.. فقلت له ليش ما تروح تبايع بقيمة العلاج في صيدلية أخرى؟، فراح وإذا به يجد نفس العلاج وبنفس النوعية ونفس الشركة المصنعة وبسعر"3000" ريال، ياللهول فارق "1200" ريال.. أين هي وزارة الصحة؟ ولماذا لا توجد رقابة مستمرة لكي تحد من جشع وطمع المتاجرين بالدواء؟.
 فكلنا نعرف وكما نسمع ونرى أن المتاجرة بالدواء في بلادنا أصبحت مربحة وأصبح تجار الدواء ينافسون تجار المخدرات في الثراء والرفاهية مع وجود فارق بسيط هو أن تجار المخدرات يعملون بالسر وتجار الأدوية يعملون بالظاهر والعلن وعلى مرأى ومسمع من وزارة الصحة، يتجاوزون القانون ويخترقون الأنظمة، فيحتكرون الدواء ويغالون بقيمته وطز بالمرضى.. فالمقابر ترحب بالأموات.
الجريمة يا أخواني ليست في أصحاب الصيدليات، ولكن الجريمة يتحمل وزرها القائمون على وزارة الصحة، الذين تركوا الحبل على القارب للمتاجرين بالدواء، لكي يغالون بثمن الدواء وبدون حسيب أو رقيب.
لقد أصبحت مهنة الصيدلة في بلادنا مفتوحة أمام من هب ودب.. لدرجة أنني كنت أعرف صديق لي يعمل في بيع المفروشات ومع مرور فترة قصيرة من الزمن مررت من أمام محله، وإذا بكل شيء قد تغير وقد رفع لوحة طويلة عريضة كتب عليها "صيدلية ......"، فدفعني فضولي للدخول إليها بعد السلام عليه سألته ليش غيرت؟ فقال لي: يا أخي لقد نزل إلى عندي صاحب المستشفى الذي يقع فوق محلي وأقنعني بأن أحول محلي إلى صيدلية، خصوصاً وأن تجارة الأدوية مربحة وبنسبة 200%، فبعد الريال نحصل على خمسة ريالات.. وهكذا انتهى الحديث بيني وبين صديقي الفراش سابقاً والصيدلاني حالياً.. وخرجت من عنده أضرب أخماس في أسداس مذهول ومرعوب من الوضع المزري الذي وصل إليه حال الصحة في بلادنا!!.
إن الحديث عن تجاوزات أصحاب الصيدليات في بلادنا حديث يحتاج إلى مجلدات بالجملة ولا تتسع له صفحات صحيفتنا الغراء "أخبار اليوم"، فتجاوزات أصحاب الصيدليات قد ينذهل من هولها أبا جهل لو كان موجوداً في عصرنا؟!.
تجاوزات أصحاب الصيدليات في بلادنا تكمن في المغالاة بأسعار الدواء وبدون أي خوف من الله وبيع أدوية منتهية ومهربة ومقلدة ومزورة، بالإضافة إلى بيع المواد المخدرة كـ" الديزبم" والمسكرة كـ"الزبورت" وغيرها، فأين هي وزارة الصحة؟ وأين دورها في الإشراف على الصيدليات والحد من ظاهرة المغالاة في سعر العلاج.
مسك الختام:
نتمنى من الدكتور/ راصع –وزير الصحة- أن يبادر في إصدار قانون يحدد سعر الدواء مراعاة لظروف المرضى، وكذلك نتمنى الإشراف والرقابة على أصحاب الصيدليات، وإصدار قوانين صارمة وغرامات مالية كبيرة على كل من لا يلتزم.. والله الموفق.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد