كنا ومازلنا وسنظل نكتب عن مشاكل المواطن البسيط ونحث ونناشد ونتطلع من جهات الاختصاص سرعة التفاعل الكامل مع هذه المشاكل أياً كان نوعها أو مداها أو حجمها.
فكرة إنشاء وانتخاب المجالس المحلية على مستوى المديريات والمحافظات فكرة جيدة على أساس أنها تحد من المركزية ولكن الناظر بعين فاحصة ومتأملة لدور ومسؤوليات عدد كبير من مجالسنا المحلية على مستوى المديريات
والمحافظات سيصاب بالإحباط والأسى والحزن على وضعها المؤلم وحالها المحزن ودورها الغائب أو شبه الغائب وكذا ابتعادها عن هموم المواطن ووجود فجوة كبيرة بين مسؤولياتها ومشاكل وقضايا المواطن البسيط..
وهذا يدعو للتساؤل متى نرى مجالس محلية فاعلة تخدم قضايا المواطن البسيط الغلبان وتحقق آماله وتطلعاته وتحل مشاكله؟! وحتى لا نكوم متحاملين أو يؤخذ علينا أي مآخذ، فنحن لا ننكر وجود بعض المجالس المحلية تؤدي
مهامها بشكل طيب تشكر عليه وكذا لا ننكر وجود أعضاء في مجالس محلية يعملون بصدق وبمسؤولية ويقدمون عملاً رائعاً خدمة للمواطن ومشاكله وهمومه وتطلعاته.
إن كان من شيء تحتاجه المجالس المحلية على مستوى المديريات والمحافظات، فهي تحتاج إلى رؤى وتوجهات غير الرؤى والتوجهات الموجودة حالياً.. تحتاج إلى صلاحيات أوسع وأشمل تحتاج هذه المجالس أن تغلب
مصالح المواطن ومشاكله وقضاياه على المصالح الفردية والشخصية .
وعضو المجلس المحلي تقع عليه مسؤولية ومطلوب منه أن يخاف الله في هذا المواطن الذي انتخبه وأوصله إلى عضوية المجلس المحلي سواءً في المديرية أو في المحافظة.
يجب على عضو المجلس المحلي أن يعمل بصدق وأمانة لأجل مصلحة المواطن في كل الظروف أما أن يعمل لأجل مصلحته الشخصية وأغراضه الخاصة فهذا يؤلم ويحز في النفس ويولد الحزن والمرارة والقهر والحسرة.
قبل أيام ونتيجة لظاهرة سلبية رأيتها تواصلت مع أحد أعضاء المجلس المحلي فما كان منه إلا أن قال "مالي دخل" وتواصلت مع آخر أرفع فقال "هذا ليس من اختصاصي" وثالث أرفع وأرفع فقال" بانحاول نعمل
معالجات"؟! وأصدقكم القول استأت كثيراً وأحبطت وتساءلت وحزنت من ما لاقيت من إجابات.
ما تحتاجه المجالس المحلية أو دعونا نقول عدداً كبيرة منها.. رؤى وتوجهات جادة وحقيقية تخدم المواطن وتحل مشاكله وهمومه وتطلعاته الكثيرة والكبيرة أما بقاء هذه المجالس على ما هي عليه فهذا يزيد من المشاكل
ويراكمها أكثر وأكثر.. وإلى لقاء آخر إن شاء الله.
نايف زين اليافعي
مجالسنا المحلية وواقعها المؤلم 1772