دعم مسيرة التطور والبناء في اليمن يقتضي بالضرورة الوقوف الجاد والحقيقي أمام مشكلة الفقر مع زيادة نسبة الفقر وتزايد عدد الفقراء ..ولعل من المهم والضروري وضع الحلول والمعالجات أمام هذه المشكلة التي تمثل اليوم

أهم وأبرز التحديات الماثلة التي لا يمكن التقليل من حجمها.
وفي رأيي الشخص أن معالجة مشكلة الفقر ضرورة ماثلة اليوم أمام الحكومة والجهود الحكومية وكذا الجهود الأهلية لأصحاب الأيادي البيضاء من المقتدرين باعتبار أن هذه المشكلة مشكلة معروفة وسائدة في المجتمع اليمني وحلها

والمساهمة في وضع المعالجات لها مسؤولية جماعية ومشتركة ؟!.
قبل أشهر جاءني عدد من الشباب في أبين يشكون فقر مدقع وبطالة حولت حياتهم إلى جحيم ومعاناة لا تطاقا ..هؤلاء الشباب طلبوا المساعدة والعون وعرضوا مشروعاً صغيراً مربحاً ومضموناً 100% ..وكل ما

يتطلعون إليه هو مبلغاً كرأسمال يبدأون به مشروعهم ،ذهبت بمعية هؤلاء الشباب إلى عدد من الأصدقاء وأصحاب المبادرات الخيرة وتوفر المبلغ وبدأ الشباب مشروعهم وما هي إلا أشهر قليلة حتى توفر المبلغ الذي تم أخذه وأعيد

إلى أصحابه ،أما الشباب فقد تطورت أرباحهم وأصبحوا بفضل الله أيادٍ عاملة مفيدة للمجتمع ولأسرهم .
الحديث عن المشاريع الصغيرة وأهميتها يتطلب منا الإشادة بمثل هذه المشاريع الصغيرة وضرورة دعمها وتشجيعها وعدم التغاضي عنها أو إهمالها ..ففيها فائدة كبيرة وهي تساعد على وضع الحلول والمعالجات قدر الإمكان

لمشاكل الفقر والبطالة.
المشاريع الصغيرة غائبة أو شبه غائبة عن محافظاتنا ،لاسيما محافظة أبين التي تحتاج وبشكل عاجل إلى وجود مثل هذه المشاريع ووضع الضوابط والأسس الصحيحة لها حتى تؤتي ثمارها وتحقق نتائجها المثمرة والمفيدة لقطاعات

الشباب والنساء والأسر وغيرها من القطاعات الأخرى .
وأجمل ما قيل في م/ أبين هو ما تحدث به ذات يوم الأخ الأستاذ/ عبدالمجيد الصلاحي –عضو المجلس في م/أبين –الذي أشار في أحد أحاديثه ورؤاه إلى أهمية وضرورة دعم هذه المشاريع وإخراجها إلى النور باعتبار

أن وجودها اليوم في م/ أبين بشكل خاص ضرورة ملحة لابد منها .
الحديث عن موضوع المشاريع الصغيرة في م/أبين يتطلب من جهات الاختصاص في أبين وتحديداً من المهندس/ أحمد بن أحمد الميسري سرعة التوجه والمبادرة إلى إقرار هذه المشاريع في عموم مديريات م/أبين بشرط أن

يتم الابتعاد عن العشوائية والمجاملات والمزايدات والاختلالات وأن يجعل الهدف الرئيسي من هذا التوجه هو معالجة مشاكل الفقر والبطالة ،خصوصاً للشباب الذين يمثلون أهم فئة اجتماعية تعاني وتئن والمطلوب التفاعل مع مشاكلها

واحتياجاتها وتطلعاتها ؟!.
وإن كان هناك من أشخاص سيوكل إليهم موضوع المشاريع الصغيرة ..فنأمل حسن الاختيار لأولئك أصحاب الضمائر الحية والأمانة الحقيقية والكفاءة المشهودة .
فهل يتم إقرار مثل هذه المشاريع في محافظة أبين بشكل خاص وفي مختلف محافظاتنا بشكل عام؟ نأمل ذلك ..وإلى لقاء آخر إن شاء الله .